حتى نهاية الجولة العشرين من الدوري السعودي، بقي الهلال هو سيد الموقف والأبرز بين الفرق بل وأفضلها وقوفاً على نتائجه وتفوقه على أقرب مطارديه بفارق ست نقاط جعلته في الصدارة على الدوام.
تم ذلك رغم الظروف الصعبة التي مر بها الفريق الأزرق من تغيير للمدرب وإصابات متلاحقة لأبرز لاعبيه، لكن السبب المباشر لم يكن في هذه أو تلك، وإنما في البناء الجيد للفريق وتأسيسه باخلاص كبير وتجهيز عناصر جديدة بجهود فنية وإدارية كانت صاحبة القدح المعلى في معظم الانتصارات الأخيرة لمتزعم الدوري.
غاب عن الهلال ياسر القحطاني المهاجم الأول على مستوى خارطة الفريق والكرة السعودية وربما العربية والآسيوية أيضاً، وغاب عنه خالد عزيز ولحق بهما رادوي وقبلهما الزوري ونواف العابد وعبدالعزيز الدوسري وعبداللطيف الغنام والبرقان، فماذا حدث؟ بقي الفريق صامداً يتغلب على ظروفه ويقهر خصومه بعناصر شابة ضخت فيها الأجهزة الإدارية والفنية الإصرار والعزيمة، وأرضعتها ثقافة الانتصارات وضرورة السير على درب من سبقوهم في الميدان، فكان البذل والعطاء وكان التربع على الصدارة حليفاً دائماً للفريق وصديقاً لا يُكل ولا يُمل.
الهلال الفريق الوحيد في الموسم الحالي الذي بدا واثقاً من نفسه من واقع بدايته القوية وتمسكه بنهجه حتى اقتراب الدوري من خطواته الأخيرة، وهو الوحيد الذي تميز بشخصية البطل حتى في ظل دفعه بأسماء جديدة كانت مفاجأة للهلاليين أنفسهم قبل الخصوم.
وهنا لا بد من تسجيل اشادة بحق إدارة النادي وبالجهازين الفنيين للفريقين الأول والأولمبي، فجميعهم أدى دوره كما ينبغي، وجميعهم أكدوا أن التعاون كان عنوان التعامل بينهم.
لن نطالب الفرق الأخرى بأن تحذو حذو الهلال وتستفيد من إدارته السليمة في تسيير الأمور الفنية تحديداً، لكن نطالبها فقط بتجهيز أكثر من فريق مستقبلاً من خلال الاستفادة من العناصر الشابة ومنحها الثقة اللازمة، خصوصاً وأن الموسم الكروي بات متأرجحاً ما بين الاستمرار والتوقف وهو ما يعني أن كل مرحلة تحتاج إلى نوعية معينة من اللاعبين.
تفاءلنا خيراً بتقديم الاتحاد والأهلي أسماء شابة في الموسم الفائت والذي سبقه، وتوقعنا أن تكون هذه الأسماء ركائز في هذين الفريقين؛ لكننا تفاجأنا تماماً باختفائها دون مبررات، وهو ما يقود لطرح سؤال.. هل هناك من يحارب هذه الفئة، أم أن المراكز باتت متوارثة وحكراً على الكبار فقط؟