من المتوقع أن تكون لجنة الاحتراف وأوضاع اللاعبين في الاتحاد السعودي لكرة القدم عقدت اجتماعاً لها أمس برئاسة رئيس اللجنة صالح بن ناصر لدراسة جدول أعمال يأتي في مقدمتها تحديد عقود ورواتب اللاعبين إضافة لمجموعة بنود إجرائية أخرى، ولا أعرف إذا كانت مشكلة الاحتراف في السعودية تكمن في تلك النقاط فقط!.
أولاً لا أجد أن مقدمات العقود ورواتب اللاعبين بحاجة إلى تحديد لأنه حتى لو تم تحديدهما بقرار فإن هذا لا يعني على الإطلاق التزام الجميع به، وقد يلجأ كثيرون إلى كتابة مبالغ في العقد غير تلك التي يمكن أن يتفق عليها تحت الطاولة، ولا أعتقد أنه في الدول المحترفة بشكل صحيح 100% يحدد العقد والراتب ويبقى العقد شريعة المتعاقدين، وإذا كان لا بد من تحديدهما في المملكة فما هي الإجراءات التي ستتخذ بحق كل من يثبت أنه خالف القرار؟..
هناك مشكلة أهم وهي أن مفهوم الاحتراف عندنا ما زال مرتبطاً بالمال فقط، مع أن المال لا يتعدى جزءاً منه، وقد يكون المساعد الأهم في تطبيق شروط الاحتراف الأخرى، ومع ذلك لا نعيش تلك الشروط لا في قرارات المسؤولين ولا في الإعلام كما يجب، فاللاعب الذي يحصل على مقدم عقد وراتب مغريين لا يحق له على الإطلاق أن يعيش حياته كما يحلو له، لا في علاقاته الاجتماعية ولا في طعامه ولا في سهره ولا في مزاجه.. الخ... لأن ثمة نظاما صارما يجب أن يطبقه كي يبقى دائماً مستعداً للاستحقاقات المتتالية بهمة عالية.
لنضرب أمثلة ليست على سبيل الحصر.. اللاعب الذي يتسبب بطرده من الملعب يجب أن يعاقب لأنه حرم فريقه من جهوده في المباراة أو المباريات المقبلة، وكان عليه أن يتحكم بأعصابه لأنه ليس ملكاً لنفسه على الإطلاق، واللاعب الذي يسهر الليل بطوله ولا يأخذ القسط الكافي من الراحة يجب أن يعاقب أيضاً لأنه بالتأكيد لن يكون جاهزاً للمباراة التالية... واللاعب الذي يتعامل مع الإعلام ومع الناس بفوقية سيفقد نجوميته وقد يسبب حالة انزعاج من فريقه كله.. تصوروا مثلاً أن لاعباً لم أعد أذكر اسمه في الدوري الإسباني عوقب لأنه كان يضع سماعات على أذنيه لسماع الموسيقى والمباراة شغالة فأين هذا المثال مما نراه في ملاعبنا؟!.
لتحاول لجنة الاحتراف طلب (ملفات) اللاعبين في الأندية وتدرس أوضاعهم وإن لم تكن موجودة فلتقرر ذلك على كل الأندية ولترى إلى ماذا يمكن أن تصل فيما إذا كتبت فيها الحقائق كما هي؟.