أيا يكن الفاعل ، فما جرى مع الدكتور محمد البرادعي بينما كان يجول على مراكز الاستفتاء في القاهرة، يندرج في إطار البلطجة التي شاهدناها في مرات عديدة إبان ثورة 25 يناير. فالحالة المصرية التي أفرزت نظاما جديدا على أعقاب النظام القمعي السابق، تغنى بها من ساروا على دربها في الكثير من الدول العربية.
سقط النظام السابق، عندما تعرض للمتظاهرين في ميدان التحرير وفي غيره من الميادين مستخدما أساليب القمع بعد أن عجز عن سلاح المنطق، كما سقطت رموزه وأودعت السجون والمعتقلات التي فتحت أبوابها لاستقبالهم ومحاكمتهم على فترة من الفساد طالت كافة ميادين الحياة المصرية.
ربما كان بعضهم شريفا، لكن "إخلاصه" للنظام وضعه في موقع المتهم، لا بل المجرم في الكثير من الأحيان.
أعتقد جازما أن مَن تعرض للبرادعي من موقع الخصم السياسي فَقَد منطق الثورة، وتعرض لكل من وقف في ميدان التحرير.
فَقَد منطق الإقناع من أجل منطق الاستئثار بمكتسبات الثورة واحتكارها، حتى لو استخدم الطوب والزجاج، وكاد أن يستخدم الجمال والأحصنة ضد أحد رموز ثورة 25 يناير.
لو أن ما تعرض له البرادعي، تعرض له أي رمز آخر ممن ساهم في إنجاح الثورة لكان الاستنكار نفسه، وما كنت لأقصر، بوصف المعتدين بنفس أسلوب النظام السابق، بالبلطجية.
الاستفتاء شكل من أشكال التعبير عن الرأي، وكما باركنا ثورة الشعب، علينا أن نبارك نتيجة الاستفتاء أيا كانت.