يحمل البائع العماني سلطان القريني بضاعته وينطلق مع مجموعة من أقرانه البائعين من مركز السويق بمنطقة الباطنة على خليج عمان صوب جبال عسير في جنوب المملكة قاصدين أعلى قممها بلدة السودة, حيث يعرضون للبيع ما يحملونه من جوز الهند والبخور والحلوى العمانية للسياح الوافدين إلى المنطقة من المملكة وخارجها لقضاء فترة الصيف.

القريني ومجموعة البائعين الآخرين ينظمون رحلتهم السنوية في مثل هذه الأيام من كل عام, وتستغرق ثلاثة أيام يعبرون خلالها الأراضي العمانية وصولاً إلى مركز البطحاء الحدودي متجهين إلى وادي الدواسر ومنها إلى مدينة أبها ليستقروا على تخومها في مرتفعات السودة.

هذه الرحلة الطويلة تأتي بمردود مالي يعوض مشاقها كما يقول القريني. وتشكل حتماً نوعا من الجذب السياحي لزائري منطقة عسير وأهاليها بما يعرضونه من منتجات عمانية. وهو يمارس هذا العمل مع عمانيين آخرين منذ 4 سنوات. يصلون في قوافل بحلول الأسبوع الأول من كل موسم صيف. ينظمون قوافلهم في مجموعات كل منها تضم 15 عربة. وصل عددهم العام الماضي إلى 50 شخصاً، ولم يكتمل عددهم هذا العام بعد.

ويضيف القريني "كل من القوافل تابعة لشركة معينة وهناك من يعمل لمصلحة تاجر معين أو لمصلحته كبائع فردي". ونوه إلى أن تنظيم عملهم خلال فترة الصيف يتم بالتنسيق مع أمانة منطقة عسير التي "تسهل إجراءات نقاط البيع من دون أي معوقات".

وتابع زميله هلال بن خلفان أنه يبيع منذ عام 2005 في أبها، لمصلحة شخص آخر، وهو يأتي كل عام من منطقة الباطنة بالسلطنة إلى أبها، ويعرض جوز الهند العماني ومنشأه مدينة صلالة، والحلوى العمانية التي ينتجها أحد المصانع المحلية بعمان، إلى جانب العسل المقطوف من منطقة صحار.

وأضاف البائع عبدالله حميد القريني أنه سمع من أصحابه عن مردود البيع في مدينة أبها ولاسيما الذين توافدوا إلى المملكة منذ سنوات سواء إلى جدة أو أبها، لافتا إلى أن دخل البائع من بسطة البيع الواحدة يصل إلى 20 ألف ريال سعودي نهاية الصيف، وهذا ما حققه هذا العام، فيما يختلف الدخل بحسب إقبال المصطافين على الشراء الذي يتفاوت من عام لآخر.

حمود خميس بائع آخر يقول إن المنتجات العمانية تجد إقبالا كبيرا من قبل السعوديين خاصة جوز الهند العماني والحلوى العمانية المصنوعة من السكر والنشا والمكسرات، التي تجتذب الزوار لشرائها والسؤال عن طريقة عملها، مشيرا إلى أن البعض يسأل عن طريقة التواصل مع الشركات التي تبيعها في عمان لشرائها.

سألنا رئيس فرع الأمانة بالسودة عبدالرحمن آل سعيد عن عملية تنظيم قوافل الباعة العمانيين, فأجاب:" بتوجيهات أمير المنطقة تم تخصيص مواقع آمنة لعرض المنتجات العمانية بعيدا عن طريق مرور السيارات لحمايتهم، فيما تتابع لجنة الإرشاد السياحي بالسودة المكونة من فرع الأمانة وممثلي الإمارة, المنتجات المعروضة وتواريخ الإنتاج والانتهاء وصلاحية المعروض للاستهلاك من قبل الرقابة الصحية". لافتا إلى أن عددهم يختلف من وقت لآخر ويصل إلى 40 شخصا أحيانا. وقال إن عدد البسطات وصل العام الماضي إلى 28 بسطة، ومن 8 إلى 10 عربات، وهذا العام وصل منهم قرابة 25 ولم يكتمل عددهم بعد.

رئيس مركز السودة عبدالرحمن الهزاني أوضح لـ"الوطن" أن المركز يشرف على كل مواقع البيع بالمركز ومن ضمنها مواقع بيع العمانيين، وذلك بتوجيه فرع الأمانة بالتأكد من جودة المعروض لحماية المستهلك وقيام لجنة التنشيط السياحي التابعة للسودة بتخصيص مواقع آمنة لعرض منتجاتهم التي تجد إقبالا من قبل زوار المتنزه من داخل المنطقة وخارجها.