يكاد يجمع المراقبون للمشهد السياسي الخليجي على أن هذا العصر هو بمثابة عصر ذهبي للسياسات الخليجية، والسعي من قبل القادة لتكثيف الجهود الأخوية من أجل خليج موحد وقوي في وجه الأزمات السياسية والاقتصادية.

إنه عصر التكتلات وزمن الجماعة، والتجارب العالمية أثبتت أن التكاتف يخفف من حدة الصدمات، ويقي الدول تبعات الأزمات، وقادة الخليج في السنوات الأخيرة يبذلون الكثير من الجهد للوصول إلى صيغ وحدوية توافقية لمواجهة التحديات العالمية والإقليمية.

بعيدا عن السياسة - وعلى المستوى الفني تحديدا- لا أعلم لماذا دب الفتور بين فناني الخليج ومؤسساتهم التلفزيونية والدرامية والفنية في مسألة الأعمال المشتركة.

نعم هناك عدد كبير من المسلسلات يشارك فيها فنانون من كافة الأقطار الخليجية، وهذا جيد، ولكن المؤمل هنا هو في طبيعة العمل الدرامي نفسه، العمل الذي يكرس لوحدة الخليج، وتقارب شعوبه، وانصهارهم الثقافي في قالب واحد أشبه ما يكون بقالب الأسرة الواحدة، عمل يعطي الصورة الحقيقية لشعوب الخليج وعلاقات الرحم والنسب والقرابة بينهم بشكل درامي يعكس انطباعا سليما عن شعوب هذا الإقليم، وحقيقة أنهم شعب واحد ليس إلا!

أما على المستوى الغنائي فإن التراجع ملحوظ بشكل كبير، والتراجع المقصود ليس في التعاون الثنائي بين فنان أو اثنين، فهذا موجود وقائم، ولكن في أوبريت خليجي ضخم، وعمل غنائي كبير، يشارك فيه جميع فناني الخليج، أوبريت على شاكلة "الحلم العربي"، أوبريت يعكس الصورة المشرفة لتلاحم الخليج الذي تسعى إليه وتكرسه يوماً بعد يوم قياداته، وعلى رأسها قيادة هذا البلد.

ما الذي يمنعكم يا فناني الخليج الكبار من العمل على مثل هذا الأوبريت؟ بدلا من الرحلات المكوكية لبعضكم لاستقطاب أصوات –غالبيتها نسائي- من خارج الخليج، لم تجد النجاح في بلدانها، فاتجهت إلى الخليج لتنافس فنانيه على الغناء بلهجتهم! وبشكل يسيء في غالبه إلى الفلكلور والموروث الخليجي بشقيه الموسيقي والشفاهي!