أول من أمس، وبعد الأوامر الملكية، التي تضمنت منح راتب شهرين لجميع موظفي الحكومة، بعث لي صديق رسالة طريفة، يخبرني أنه تفاعل مع القرار، وصرف مكافآت ـ رمزية ـ لجميع أفراد أسرته، بمن فيهم السائق والعاملات!
أعجبتني الفكرة، فنفذتها، وبعثت بها لعدد من الأصدقاء، وأخبرني أكثرهم أنهم تفاعلوا معها.. كان الهدف هو نشر الفرحة بين الناس التي زرعها قائد الأمة قبل ذلك.. والإنسان المحظوظ هو القادر على إسعاد الآخرين..
في المقابل وصلت لي رسائل عدة من موظفي قطاع خاص، أغلبهم يستنجدون لمخاطبة مؤسساتهم للتفاعل مع القرارات الملكية..
اليوم ـ وبعد مضي يومين على القرار الملكي ـ لست واثقاً ـ بصراحة ـ من تفاعل كافة مؤسسات القطاع الخاص مع فرحة الوطن..
اعذروني لا يمتلك القطاع الخاص مزيدا من الثقة لدينا، أو مواقف مشهودة تختزنها الذاكرة الجمعية .. لكن، وحتى أكون موضوعيا، لا بد أن أنتظر.. نحن لا نستطيع أن نسبق الأحداث ونناشد القطاع الخاص بدفع قافلة الفرح في البلد.. بين ساعة وأخرى تعلن إحدى المنشآت تفاعلها مع قرارات ملك البلاد ـ نصره الله.
القطاع الخاص اليوم في اختبار مهم.. لابد أن يثبت القطاع الخاص أنه جزء من هذا الوطن.. لابد أن يشعر بمعاناة العاملين فيه من أبناء الوطن.. سواء فيما يتعلق ببدلات الغلاء والمعيشة، أو تحسين رواتب العاملين فيها، أو الترقيات، أو مجاراة القطاع الحكومي في صرف مكافآت مقطوعة. نستبشر خيرا، ولكن من حقنا أن نتساءل: لماذا تأخرت بقية مؤسسات القطاع وعلى رأسها البنوك والقطاع الصحي الخاص والشركات المتكدسة في سوق الأسهم، عن اللحاق بالقرارات الملكية، أليست هذه المؤسسات تحظى بخيرات البلد أكثر من غيرها.. أليست تحظى بالعديد من التسهيلات والامتيازات؟ نحن نريد أن تعم الفرحة والرخاء جميع شرائح المجتمع دون استثناء.. لا نريد لجشع القطاع الخاص أن يغتال فرحة الوطن.