ربما يتم الحديث عن ميروسلاف كلوزه وتوماس مولر ومسعود أوزيل، بشكل أكبر في وسائل الإعلام، لكن الرجل الذي يزين حقا المسيرة الألمانية الرائعة في مونديال جنوب أفريقيا هو باستيان شفاينشتايجر.

وأخيرا حصل لاعب خط وسط بايرن ميونيخ الذي كان يعرف باسم "شفايني" سابقاً، على الدور الذي يفضله في مركز لاعب ارتكاز في خط الوسط في كل من ناديه ومنتخب بلاده.

وشفاينشتايجر هو حلقة الوصل بين خطي الدفاع والهجوم وهو الآن في الـ25 من عمره لكنه يمتلك 79 مشاركة دولية، وهو أيضا حلقة وصل بين اللاعبين الشباب مثل مسعود أوزيل واللاعبين المخضرمين مثل مسيروسلاف كلوزه.

ولعب شفاينشتايجر ـ وهو ما يعتقده كثيرون ـ، مباراة العمر السبت الماضي أمام الأرجنتين بعد أن نجح في تحييد ليونيل ميسي وصنع هدفين ليقود المنتخب الألماني للفوز بأربعة أهداف نظيفة.

وتقدم مولر بهدف مبكر للماكينات من ضربة رأسية إثر ضربة حرة مباشرة سددها شفاينشتايجر ثم تسبب الأخير في الهدف الثالث أيضا عندما توغل في عمق الدفاعات الأرجنتينية ومرر كرة سحرية إلى آرنيه فريدريش كثالث أهداف المباراة.

ووصفت صحيفة "ذا جارديان" البريطانية اللاعب بأنه "أفضل لاعب خط وسط في البطولة" فيما وصفته كلارين الأرجنتينية بأنه "ببساطة لاعب هائل" فيما قالت عنه صحيفة فرانكفورتر الجيمينه سونتاج زيتونج أنه "بؤرة الزلازل في الكرة الألمانية".

وكتب لاعب خط الوسط الألماني السابق جيونتر نيتزر في عموده بصحيفة بيلد ام سونتاج عن شفاينشتايجر بأنه "الرجل المثالي" داخل الملعب.

وتحدثت هيئة الإذاعة البريطانية عن الدور الكبير لشفاينشتايجر في المباراة، وألمحت إلى أن أفضل لاعب في العالم "ميسي كان تماما مجرد بقعة ظلام في خط الوسط عن طريق باستيان شفاينشتايجر".

وحصل شفاينشتايجر على جائزة رجل المباراة الذي تحدث عنه المدرب بشكل مثير بعد أن وصفه في الأسبوع الماضي بأنه "قلب ومحرك" الفريق.

وأضاف لوف "شفاينشتايجر لاعب من طراز عالمي من الصعب أن يكون هناك لاعب خط وسط أخر على نفس المستوى، إنه لاعب لا بديل عنه".

والرجل الذي ساعده على التحول من "شفايني" الموهوب إلى شفانشتايجر النجم، هو المدير الفني لبايرن ميونيخ الهولندي لويس فان جال وقائد المنتخب الألماني مايكل بالاك.

ونقل فان جال لاعبه شفاينشتايجر من على الأجنحة إلى مركز لاعب الارتكاز في خط الوسط ، ليصبح علامة بارزة في فوز بايرن ميونيخ بلقب الدوري والكأس بجانب وصافة دوري أبطال أوروبا، حيث أظهرت الإحصائيات أنه اللاعب الأكثر التحاما على الكرة.

وجاءت إصابة بالاك في الكاحل في مايو الماضي، لتسمح للوف بالسير على نفس الدرب ونقل شفاينشتايجر إلى مركز لاعب ارتكاز في خط الوسط ليحل محل بالاك. وشارك شفاينشتايجر وزميله في خط الوسط سامي خضيرة في مباراة تجريبية واحدة جاءت خلال الفوز 3/ 1 على البوسنة والهرسك أواخر مايو من أجل الاعتياد على دوره الجديد. وسجل شفاينشتايجر هدفين من ضربتي جزاء في هذه المباراة وبدت بوادر أولية حول سرعة لعب الكرة، وهو ما استخدمته ألمانيا في إبهار العالم أجمع في جنوب أفريقيا. وحضر بالاك (33 عاما) إلى جنوب أفريقيا من أجل مشاهدة المباراة أمام الأرجنتين لكن بعد كل مباراة يبدو أن الصعوبة تزداد في إمكانية أن يستعيد موقعه في تشكيل المنتخب الألماني.

وهدأت مسألة مشاركة بالاك من عدمها في ألمانيا، لكن صحيفة "ذا جارديان" لاحظت أن "بالاك القلب النابض لألمانيا لأكثر من عقد من الزمان، بات مجرد متفرجاً في عصر النهضة الجديد".

ورغم أن عملية الإحلال والتجديد في المنتخب الألماني بدأت خلال كأس العالم 2006، توقف بالاك عند الصورة النمطية لألمانيا عندما كان القائد بلا أي منازع.

لكن الآن المسؤوليات توزعت، حيث يحمل فيليب لام شارة القيادة، فيما يقود شفاينشتايجر والمدافع بيير ميرتيساكر وآخرون مجموعة اللاعبين الشباب.