ينتاب القلق مجالس إدارات الأندية الأدبية من الشرطين اللذين وردا في لائحة الأندية الأدبية الجديدة، وهما توفر مؤهل علمي فيمن يريد أن يكون عضواً عاملاً في النادي يحق له التصويت والترشح للانتخابات أو سبق له أن أصدر كتاباً مطبوعاً.
ويأتي هذا القلق حسب رئيس نادي الطائف الأدبي حماد السالمي من اختطاف متشددين مجالس إدارات الأندية، خاصة إذا تم تشكيل الجمعيات العمومية على أساس هذين الشرطين، وقال السالمي لـ"الوطن": هذه الشروط تشكل مأزقا لمجالس إدارات الأندية الحالية، فعلى أي أساس يمكن اعتبار المؤهل معياراً كي يكون الشخص أديباً؟ فالكثير من حملة المؤهلات ليس لهم علاقة بالأدب، وهؤلاء ممن درسوا العلوم الدينية يمكن أن يسموا مثقفين ويتمكنوا حسب الشروط من أن يكونوا أعضاء عاملين في النادي ويقرروا مصير النادي الأدبي. وكما لا يخفى على أحد فإن وضع المرأة في اللائحة غير واضح، وهذا ما سيشجع بعض المتشددين إلى استعمال اللائحة نفسها لمنع المرأة من ممارسة نشاطها في الأندية الأدبية بذريعة أن اللائحة لا يوجد فيها ما يشير إلى دور المرأة في الأندية الأدبية.
ويرى السالمي أن الوزارة تحمل الإدارات الحالية وزر تشكيل الجمعية العمومية، وقد رفعت للوزارة 150 اسما من الرجال والنساء ليشكلوا الجمعية العمومية، لكن حسب اللائحة ما الذي يمنع من أن ينضم شخص متشدد لديه مؤهل وكتاب، وماذا أقول لشاعر أو كاتب لا يحمل مؤهلاً ولم يصدر كتاباً، هل أقول له أنت لست أديبا حسب اللائحة؟ لذلك أنا لست متفائلاً.
ولا يبدي رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالمحسن القحطاني كل هذا القلق نحو طبيعة الجمعية العمومية، التي ستشكل لانتخاب مجلس الإدارة القادم، "ولكن شرط المؤهل يشكل لنا مأزقا" ـ حسب القحطاني ـ "خاصة أن الوزارة حسب مسودة اللائحة تلقي بتقدير هذا المؤهل على عاتق مجلس الإدارة الحالي، وقد جاء في نص اللائحة "أن يكون حاصلاً على مؤهل علمي يحدد مستواه مجلس الإدارة" وهنا تكمن المشكلة، إذ يمكن لناد أن يقبل مؤهلاً لا يقبله ناد آخر، لذلك طلبت من إدارة الأندية الأدبية أن تضع لائحة انتخابية واحدة تجري الانتخابات بموجبها، أو أن على رؤساء الأندية الأدبية الاتفاق فيما بينهم على مستوى المؤهل ونوعه، ونحن بانتظار اجتماع مع وكيل وزارة الثقافة للشؤون الثقافية الدكتور عبد الله الجاسر لاستيضاح هذا الشرط".
ويبدو أن رئيس نادي القصيم الأدبي الدكتور أحمد الطامي يلوّح بالبكالوريوس كحد أدنى للمؤهل المقبول لعضو النادي الأدبي، إذا لم يكن قد أصدر كتاباً، وقال: أعتقد أن شهادة البكالوريوس كحد أدنى للمؤهل شيء قابل للتحقق، لأن حملة البكالوريوس أكثر من أن يحصوا، ومن لا يحمل هذه الشهادة يمكنه أن يكون عضواً في النادي ولكن لا يحق له التصويت أو الترشيح للانتخابات، وعلى أي حال ـ يضيف الدكتور الطامي ـ نحن عملنا على إخراج هذه اللائحة للوجود على مدى يزيد عن أربع سنوات، وحين تصلنا بشكلها المعتمد والنهائي لابد أن تكون هناك مذكرة تفسيرية لموادها، وعندها نناقش شروط العضوية.
ويذهب رئيس نادي الجوف الأدبي إبراهيم الحميد إلى القول "إن شرطي العضوية فيهما إشكالية مرتبطة بالمكان الذي تنفذ فيه اللائحة، ففي مدينة مثل جدة قد تجد الآلاف يحملون البكالوريوس أو مئات ممن أصدروا كتباً لكن في الجوف غير ذلك، أو حتى في مدن صغيرة أخرى، فإذا طبقت الشروط بشكل دقيق فقد لا تجد في بعض الأندية سوى عشرات من الأعضاء، والكثير من الأدباء لا يوجد لديهم لا مؤهل ولا كتاب فماذا نقول لهم؟ لقد ناقشنا اللائحة في المرحلة التحضيرية، وأبدينا مرئياتنا بها في مرحلة ثانية، ونأمل أن تحل هذه الإشكالات قبل اعتماد اللائحة بشكل نهائي، أو أن يكون لدى رؤساء الأندية فرصة التداول حول موضوع الشروط، بحيث تلبي احتياجات كل ناد على حدة".
حماد السالمي