أسبوع واحد من التعبير المتبادل ما بين شعب وملك. من الجمعة التي صفع فيها هذا الشعب العظيم كل أوهام السفهاء ودعوات الفتنة، إلى الجمعة التي توقف فيها الشعب كاملاً ليستمع إلى بشائر الأب. هذه هي التظاهرة التي نريد وأنا أكتب عصر الجمعة بعد أن شاهدت عشرات الشباب يذرعون شوارعنا وهم يحملون الأعلام ويرفعون صورة ملك. ستون ألف وظيفة. نصف مليون منزل جديد. إعانة للتحفيز على العمل. آلاف الأسرّة الجديدة في المدن الصحية القادمة. جمعة مباركة تدخل إلى كل منزل وقلب. وأعظم من هذا فرحة شعب كامل وهو يؤكد هذه الصورة البيضاء المختلفة ويذهب لكل هذه الدنيا بجمعة مختلفة. جمعة تبرهن أن الأب مع أبنائه الأوفياء تجاوزوا مفهوم – الشعب – إلى قصة أسرة.
كانت الساعة بالأمس تشير إلى الثانية وأربع دقائق. كان الأب يقرئ أبناءه سلام الختام ونحن الذين تعودنا معه ألا نطيل في الخطب لأن الأب الذي تعرفه الأسرة هو – اليدان – لا اللسان. هو (الإمضاء عبدالله بن عبدالعزيز) وهذا الاسم هو الفعل المرفوع بالضم إلى القلوب والأفئدة.. فجأة يرفع عينيه (ولا تنسوني من الدعاء). أحسست أنها تخرج من خارج النص. تخرج من قلب الأب إلى الأبناء من خارج الأوراق. تغزو القلوب والعيون والدموع في ساعة استجابة.
سيدي: نحن لم ننسك من قبل من الدعاء كي تطلب منا أن لا ننساك من الدعاء. نحن أيها الأب الكبير أرق من إصرارك الأبوي أن تبكي عيون الملايين بمثل هذا الطلب العفوي التلقائي. نحن الذين عبرنا إليك وإلى إخوانك يوم جمعة الولاء ويوم استفتينا إليك حباً ويوم كنا ذات الورقة البيضاء منذ ثلاثمئة سنة. سيدي، نحن معك وأنت معنا مثلما كنا نشكر كل من افتعل – أزمة – مزعومة كاذبة لنختبر فيها هذا الصدق الجارف فيما بيننا وبينك. نحن من نصلِّي الجمعة ثم ندعو لك ولياً لما فينا من أمر، ثم نذهب بعدها إليك لنستمع لك. نحن لم ننسك من الدعاء وأنت لم تنسنا من الأبوة.