رفضت هولندا أمس زيارة وفد من الإذاعة الرسمية الإيرانية كانت مقررة غدا لمقر البث الإعلامي والتلفزيوني فى مدينة هيلفيرسوم، حيث طلبت الإذاعة الإيرانية هذه الزيارة للاطلاع على التجربة الإعلامية المستقلة بهولندا من خلال لقاء مع الإذاعات الهولندية "إن أو إس" و"إن بى أو". وجاء الرفض الهولندي لسببين الأول احترام العقوبات الدولية الجديدة التي أعلنتها أمريكا ضد إيران، والثاني لأن الإذاعة الإيرانية كان لها دور مشبوه في  تسجيل وإذاعة اعترافات عشرات المعارضين الإيرانيين، وذلك تحت وطأة التعذيب والتنكيل بهم من قبل سلطات الأمن إبان الانتخابات الأخيرة. وقالت مصادر فى هيلفيرسوم إن زيارة الإذاعة الرسمية الإيرانية الناطقة باسم الحكومة كان قد تم التنيسق لها من قبل السفارة الإيرانية في لاهاي واتحاد الإذاعات الأوروبية "أيه بى يو" حيث كان من المقرر أن يستقبل مدير إذاعة "إن أو إس" الهولندية جان دي يونج، وورئيس إذاعة "إن بي أو" هينك هاخورورت الوفد الإيراني لاطلاعه على خبرات فى مجال حفظ الصوت والصورة والتعامل معها، وكيفية العمل الإعلامي المستقل بعيدا عن المؤثرات، وتقديم خبرات ومشورة هولندية فى هذا الإطار. ووفقا لهيئة الإذاعة العامة الهولندية, فقد تم إلغاء الزيارة احتراما للعقوبات الدولية المفروضة ضد إيران، وتجنبا للدخول فى نقاش سياسي مع البرلمان الهولندي، فيما دعا بيجام سالم عضو الهيئة العامة للشباب التقدمي الإيراني في هولندا إلى التظاهر ضد جولة الإذاعة الإيرانية الرسمية في أوروبا، وأكد أن الإذاعة كان لها "دور بارز" في الحملة الشرسة وغير الإنسانية ضد المعارضة خلال الانتخابات التي جرت في عام 2009.