500 رسالة سعودية سوف تُسافر خلال أيام إلى عدد من دول العالم عبر فتيات سعوديات قررن السفر للسياحة. الرسائل بسيطة، وكلّ واحدة منها تمثل حقيبة صغيرة تتضمن قرصاً مدمجاً ومطويات، وتصاميم ترسل تحياتها إلى شعوب العالم، تعبيراً عن الحبّ السعودي للشعوب واحترامها للثقافات. هذا ما قرّرت فعله 10 فتيات سعوديات تطوّعن لتجهيز 500 حقيبة بجهود ذاتية، ويخطّطن لإهدائها الى فتيات أخريات سوف يسافرن خلال الإجازة الصيفية، إلى بلدان عربية وإسلامية وأجنبية، ليقمن بالتالي بتوزيع هذه الحقائب على مواطني البلدان التي سيسافرن إليها، وطبقاً للفتيات؛ فإن بعض الحقائب سافرت فعلياً إلى القاهرة والجزائر والرباط وميلانو ولندن وباريس، وغيرها.

"الوطن" التقت الفتيات المتطوعات أثناء إعدادهن تلك الحقائب لتطلع على محتوياتها، وهي تشتمل على أقراص كمبيوتر فيها تسجيلات لسور من القرآن الكريم بأصوات أئمة الحرم المكي، وكتيبات الأوردة الشرعية، وعبارات تحية ملوّنة صممتها الفتيات، كما كتبن عليها إهداء من تأليفهن، وقد فرت المتطوعات أظرف بلاستيكية شفافة أنيقة ذات ملصقات.

من جهتها أكدت شيخة العجب، وهي إحدى المتطوعات في المشروع، أن اختيار محتويات الحقيبة لم يكن عشوائياً، بل مدروساً، والهدف منه الاستجابة مع الشعوب فيما تكنّه للمملكة العربية السعودية من احترام، ومكانتها إسلامياً وعربياً.

الفكرة ذاتها تقول عنها مسؤولة المشروع سارة الدوسري إنها جاءت من رغبة الفتيات السعوديات في تفعيل دورهن كسائحات، وترك بصمة تحمل معنى إسلامياً ووطنياً لهن في البلدان التي يزرنها، وأوضحت أن "للبلدان العربية حقائب باللغة العربية، وهناك حقائب باللغة الإنجليزية للبلدان الأجنبية".

وأضافت الدوسري "كانت الفكرة قد لاقت نجاحاً كبيراً في العام الماضي في بعض العواصم الأوروبية والعربية، وبعض من مُنحن الحقيبة أكدن رغبتهن في اقتناء كتيبات من الأراضي المقدسة". وعن تمويل المشروع قالت "ليس هناك تمويل، هناك فقط تبرعات شخصية من قبل أقارب وصديقات، والمشروع كله كلف قرابة ستة آلاف ريال، والعمل استمر شهراً، وقد تمّ تجميع 500 كتاب، و2400 مطوية مطبوعة، ومصاحف مترجمة. أما المتطوعة في المشروع العنود خالد فتشرح دورها في المشروع وتقول "نقسم العمل ومراحله، حتى يتم إنجاز كميات كبيرة من الحقائب بشكل سريع"، موضحة أنها تغلق الأقراص بالبلاستيك حتى تضمن وصولها إلى المستفيدين دون خدش، فيتمكنوا من الاستماع إلى صوت مقرئي الحرم الشريف، مشيرة الى أنها تلصق الملصقات بعبارات تم إعداها وتصميمها من قبل فتيات المجموعة المتطوعات، مما يجعلهن يشعرن بالرضا كون المشروع من بدايته إلى نهايته إنجازا خاصا، وإبداعا لفتيات سعوديات من الفكرة وحتى الإخراج.