حذرت استشارية طب المراهقة الدكتورة فادية البحيران من سلبيات فترة العطلة الصيفية على المراهقين، الذين يميلون للاستطلاع والتساؤل، والذي يؤدي إلى تجارب وسلوكيات خطيرة، خاصة في أوقات الفراغ الطويلة في الإجازات الصيفية، مطالبة بافتتاح مراكز مهيأة تعنى بالمرحلة العمرية المراهقة، واهتماماتها وتطويرها، للحد من السلوكيات السلبية الخطيرة أو العادية والتي تؤثر على الصحة، معتبرة أن هذه السلوكيات السبب الرئيس للأمراض والوفيات في هذه المرحلة العمرية.

ودعت الدكتورة البحيران أول استشارية سعودية متخصصة في طب المراهقة من كندا الوالدين إلى تخصيص وقت للجلوس مع أبنائهم المراهقين، ومشاركتهم في أسلوب حياتهم لساعات، معتبرة ذلك أمرا وقائيا لابد منه، مشيرة إلى أن المراهقين يشكلون أكثر من 20% من مجتمعنا، وعرفتهم بأنهم الذين ينتمون إلى الفئة العمرية مابين 10-19 سنة، وهي فترة تتميز بالنشاط والحيوية الفعالة، ويسعى المنتمون إلى هذه الفئة إلى الاستقلالية والاعتماد على النفس والاحترام.

وأضافت الدكتورة البحيران أن سلوكيات الفراغ، وعدم وجود نشاطات مفيدة ومراكز صحية يمارس بها المراهق نشاطات صحية، ومسلية من أهم أسباب اتجاهه للسلوكيات الخطيرة، مشيرة لحوادث السير التي تعد أكبر سبب للوفيات عند المراهقين.

وأشارت إلى خطورة الجنوح إلى السلوكيات غيرالمناسبة صحياً واجتماعياً مثل التركيز على الطعام غير الجيد صحياً كالوجبات السريعة، والتدخين وشم المواد الطائرة "مثل الصمغ والبنزين وغيرهما" بالإضافة الى مخاطر استخدام الأدوية بطريقة غير صحيحة وتعاطي المخدرات.

وطالبت الدكتورة البحيران المؤسسات التربوية والشبابية بتفعيل برامج خاصة ترويحية ورياضية لهذه الفئة حيث إن الأندية الرياضية القائمة، لا تقدم برامج لهذه الفئة العمرية والمدارس غالبيتها تقفل أبوابها أمامهم وخصوصاً أن حرارة الأجواء في الصيف تتطلب تهيئة أماكن مغلقة لهم لممارسة النشاطات المفيدة تحت إشراف مختصين.

ورأت الدكتورة البحيران أن العطلة الصيفية ووجود الفراغ الكبير، في الوقت لدى هذه الفئة وعدم وجود أماكن مهيأة، ومخصصة لهذه الفئة المعرضة للتأثير تجعل المراهق والمراهقة، يقضيان أوقاتهما في سلوكيات تقود إلى نمط حياة مضرة وسلوكيات غير صحية، مثل قضاء أوقات طويلة أمام شاشات التلفاز أو الكمبيوتر والإنترنت، أوالتنقل في الأسواق ومطاعم الوجبات السريعة، أو التجوال من غير أي هدف، في الشوارع والأحياء السكنية، وسهر الليل ونوم النهار، مشيرة الى ان الخطورة الكبرى هي تحول هذه السلوكيات التي قد يعتبرها البعض مجرد مؤقتة خلال فترة الصيف إلى سلوكيات وطبيعة حياة دائمة لمراهقي أجيال المستقبل، مما يتسبب لهم في مشاكل صحية مزمنة، مثل مشاكل البدانة التي تشكل خطراً صحياً حقيقياً على مستوى المملكة، أو بداية انحرافات لأمور اخرى .

وحول دور الآباء والأمهات لوقاية المراهقين من هذه المخاطر ترى الدكتورة البحيران أن الدراسات العلمية تؤكد أن "من أهم الأمور الوقائية هي قضاء الأم أو الأب وقتا مع الابن المراهق والابنة المراهقة، والتحدث والتواصل معهما، وخلق جو يشعر فيه المراهق بالراحة والأمان عندما يتحدث مع والديه عن أمور تهم ذات المراهق أو تشغل باله، كاجتماع أفراد العائلة على وجبة طعام بشكل يومي لوضع وقت مخصص يستطيع فيه أفراد الأسرة التحدث والاطلاع على الأمور المستجدة لكل فرد، ومنح الفرصة للوالدين بالمراقبة والتداخل غير المباشر على طبيعة غذاء الابن أو الابنة والسلوكيات الغذائية، لميل المراهق للغذاء غير الصحي.

وأكدت على أهمية التحدث مع المراهق عن مخاطر بعض السلوكيات ليدرك وعي والديه بحقيقة وجود تلك الامور، وإمكانية التخاطب معهم والاستفسار دون خوف أو قلق، مشيرة الى أن الجلوس أمام التلفاز والإنترنت أمر طبيعي، ولكن يحتاج الوالدان إلى أن يذكرا أبناءهما "بالإضافة الى نفسيهما" بالحركة البدنية.