اشتهر الحارس الباراجواياني السابق خوسيه لويس تشيلافيرت بصراحته اللاذعة داخل وخارج الملعب، وترك بصمته على كرة القدم في أمريكا الجنوبية والعالم عندما قاد منتخب بلاده في مونديالي فرنسا 1998 وكوريا واليابان 2002، وما هو أكثر هو أسلوبه المتميز بين الخشبات الثلاث الذي ساعد على تغيير دور حراس المرمى، حيث تحول إلى هداف خصوصاً في الركلات الثابتة.

تشيلافيرت المتواجد حاليا في جنوب أفريقيا للعمل معلقاً لقناة تلفزيونية منح موقع FIFA بعضاً من وقته وكشف في حواره معه وجهات نظره المونديالية، ننقل لكم هنا بعضاً من أبرز ماتطرق إليه أكثر حراس العالم تسجيلاً للأهداف.

هل من الممكن لأي منتخب الفوز بكأس العالم دون امتلاكه حارس مرمى كبيرا؟

الحظ يلعب دوره هنا، لكن تذكر أن كل منتخب كبير دائماً ما يبدأ بحارس كبير.. واليوم في لعبة كرة القدم حراس المرمى أصبحوا سلالة منقرضة، تماما كما حدث للديناصورات!

هل هناك حارس معين لفت انتباهك في هذا المونديال؟

الحارس السويسري دييجو بيناليو بشخصيته القوية وحس التمركز المتميز.. إنه يبقي الأمور بسيطة وبرأيي هو الأفضل في مونديال هذا العام حتى الآن.

عندما تقيم حارس المرمى الجيد، ما المقياس الأكثر أهمية، هل هو التكنيك أم العقلية؟

لابد أن يمتلك ثلاثة أمور: الشخصية، العقلية الملائمة والتكنيك الجيد، وفي ظروف اللعب أمام مدرجات محتشدة تكون الشخصية حاسمة، ودون استشراف عقلي قوي من المستحيل تجاوز الأخطاء، وطبعا التكنيك مهم أيضاً.. سأعطيك مثالاً، يفاجئني هذه الأيام رؤية حراس المرمى وهم يركلون الكرة خارج منطقة الجزاء بعشوائية وكأنهم يتخلصون من قطعة بطاطس ساخنة! ومن المفاجئ أنهم لا يكلفون أنفسهم حتى عناء النظر للبحث عن زميل.

كثير من لاعبي الكرة ومن ضمنهم حراس المرمى يعتمدون على اعتقادات معينة لجلب الحظ، هل كنت منهم؟

أبداً، تلك الأمور مجرد أعذار للشخص الضعيف.

لنتحدث عن جنوب أفريقيا، كيف رأيت تنظيم البطولة؟

جنوب أفريقيا استحقت استضافة المونديال وبذلت جهوداً عظيمة للحصول عليها.. حسناً ربما لم تكن الأمور مثالية للغاية لكن حتى في دول العالم المتقدم ستكون هناك عقبات أيضاً.. دفء وود الناس هنا لا يصدق والملاعب رائعة، كرة القدم بإمكانها تحريك الأمور للأفضل، فهناك كثير من الوظائف التي استحدثت هنا من أجل المونديال وكل الفنادق حجزت بالكامل.. إنه أمر رائع.

مارأيك في أداء منتخبات أمريكا الجنوبية في البطولة؟

كان ممتازا بجانب المكسيك أيضاً، ومن المهم القول إن المنتخبات الأوروبية لم تنصف نفسها.. المدرب الإيطالي مارشيللو ليبي انتقد أداء الباراجواي لأنهم بحسب رأيه جاؤوا للدفاع فقط، إذن كيف يفسر لنا أن الباراجواي كانت صاحبة الفرص الأفضل في اللقاء؟، الحقيقة يجب أن تقال، الطليان بطيئون ولم يبدوا أنهم يودون التسجيل أو حتى قادرون عليه.. أيضاً إنجلترا وإسبانيا وألمانيا لم يكونوا في أفضل مستوياتهم.

تعرف الكرة الفرنسية جيداً، هل فاجأتك نتائجها الكارثية؟

لا أعتقد أنه بالإمكان فهم الفرنسيين جيداً.. لم أستطع أن أفهم كيف بمقدور لاعبين يتمتعون بتلك السمعة وضع مشاكلهم الشخصية قبل مصلحة الفريق.. إذا كنت لا تهضم مدربك أخبره بما تفكر فيه داخل غرفة تغيير الملابس وبعدها اخرج إلى المستطيل الأخضر وابذل عرقك ودمك من أجل الفريق.. مجموعة الفرنسيين هذه لم تنضج كفاية، يعتقدون أنهم نجوم ومن داخلهم لا يبدو بلدهم بتلك الأهمية بالنسبة لهم.. لاعبو أمريكا الجنوبية سيضعون أجسادهم على خط النار ليربحوا مبارياتهم.

لكن كانت لك شخصياً اختلافات مع مدربك السابق مارشيللو بييلسا، أليس كذلك؟

بالضبط، كان ذلك في فريق فاليز سارسفيلد الأرجنتيني، دخلنا في صدامات، وكان قائداً وأنا كذلك.. على أي حال، بعد بضعة أسابيع أنهينا خلافاتنا، قلنا لبعضنا ما كان علينا قوله وبعدها مضينا معاً وفزنا بكل شيء.. بييلسا رجل عملي جداً ويحب أسلوب اللعب المباشر والقتالي، وقام بعمل مماثل كبير مع منتخب تشيلي حتى إنهم طالبوا هناك بتعيينه رئيساً! بييلسا شخص يستحق الإشادات التي نالها، سأخبرك شيئاً أيضاً، لقد هاتفني ذات مرة ليشكرني لأنني لم أحرض اللاعبين ضده، وبدوري شكرته على اتصاله.

كريستيانو رونالدو، ليونيل ميسي وواين روني.. من هو الأفضل حتى هذه اللحظة في نظرك؟

الأفضل وبمسافة شاسعة هو ميسي.. بمقدوره الفوز بأي لقاء بمفرده، وبالتأكيد لم أكن لأود اللعب ضده! رونالدو سيأتي خلفه كونه بحاجة لدعم زملائه وأحياناً ينجرف ويخرج عن أجواء اللقاء.. روني في رأيي هو خيبة الأمل الكبرى في هذه البطولة.. لا أدري ما خطبه ولكنه لا يؤدي ما عليه إطلاقاً.

بالنظر لأسعار اللاعبين اليوم، كم كان تشيلافيرت سيساوي؟

لا أدري، مبلغا عاليا على كل حال! فليس هناك حراس كثيرون قادرون مثلي على التقدم للهجوم وإحراز الأهداف!

هل يفاجئك أننا لم نعد نرى حراساً يقومون بذلك؟

المدربون لا يتفقون مع ذلك، فهم يعتقدون أنه يضع الفريق في خطر.. لكن إن كنت تملك حارساً يقوم بذلك أفضل من بقية اللاعبين لماذا لا تمنحه الفرصة؟ دونجا (مدرب البرازيل) أخبرني ذات مرة أن حارسه خوليو سيزار يجيد تسديد الركلات الحرة وأنه كان سيمنحه الفرصة لتنفيذها لو لم يكن يملك مسبقاً لاعبين يجيدون التسديد.

بالحديث عن دونجا، بماذا خرجت من عروض البرازيل؟

لقد غير دونجا عقليتهم وغرس بداخلهم عقليته التي عرف بها شخصياً، ومنحهم أسلوب لعب قتالي، وعندما يحصلون على فرص للتسجيل ينجحون في استغلالها.. إنهم فريق كبير.

هل ستحاكي دونجا وتدرب منتخب الباراجواي يوماً ما؟

ربما، لكن هذا سيعتمد على الظروف.. لو قرر مارتينو (المدرب الحالي) التنحي بعد كأس العالم وعرضوا علي فرصة قيادة الباراجواي في الطريق لمونديال 2014 سأود ذلك كثيراً، ولكن لأجعل الأمور واضحة.. لن أدرب أي فريق آخر سوى الباراجواي.