بعض الشركات الكبرى غامضة كأجهزة الاستخبارات العالمية.. لا تعرف شيئا عنها.. كل ما تعرفه إعلانات موسمية مدفوعة الثمن.

لا تعرف مديرها ولا مديريها التنفيذيين ولا مجالها ولا موازناتها ولا مدى نجاحها وفائدتها للبلد ولا مكانها.. كل ما تعرفه أنها تفوز بالمشاريع بالترسية المباشرة.. لا أحد له حق الاعتراض.. لا أحد له الحق أن يقول "لماذا"؟

أمس فوجئت بصورة رجل في الخمسين من عمره.. عرّفته صحيفة (الرياض) بأنه المدير التنفيذي للموارد البشرية بشركة سعودي أوجيه المحدودة!

فور أن لمحته قلت في نفسي: "طلع النور من التنور"!

حينما يأتي الحديث عن هذه الشركة، يتبادر إلى ذهن المواطن البسيط ثلاثة أسئلة.. الأول أين الشركة من توظيف العاطلين؟ لماذا قيادات الشركة غير سعودية؟ ما هي جهود وإسهامات الشركة تجاه المجتمع؟

وقد وجدت إجابات مضحكة على لسانه.. حيث يرد على السؤال الأول بقوله: "لدينا 4895 موظفاً سعودياً يمثلون ما نسبته 21% من الوظائف المهنية والفنية والإدارية. الشركة فيها أكثر من 60 ألف موظف. الشركة تعمل في مجال المقاولات وليس في مجالات إدارية أو مالية، وبالتالي فإن الوظائف فيها لا تمثل عامل جذب للشباب السعودي الذي لا يزال يرفض بعضه العمل المهني"!

السؤال الثاني أيضاً إجابته مضحكة للغاية، حيث قال: "لدى شركة سعودي أوجيه العديد من القياديين السعوديين في مختلف القطاعات، أما عدم ظهورهم فيرجع إلى حجم الشركة المتصاعد والزيادة المتنامية في أعداد العاملين لديها سواء من الجنسية السعودية أو غيرها"!

وهو كما تلاحظون الإجابات "سلق بيض".. ويؤكد أن شكوك السعوديين في مكانها!

السؤال الأخير كان حكاية وحده.. ولذلك سنتركه ليوم آخر.. وخاصة أن سعادته قال إن شركة سعودي أوجيه تقدم "هبات أو تبرعات مختلفة لمناسبات عديدة اجتماعية أو (فردية) ". وهذه بحاجة ليوم كامل حتى نفهمها!