في ليلة وفاء وتقدير احتضنتها الصالة الرياضية المغلقة بإستاد الأمير عبد الله الفيصل بجدة، لتكريم 5 آلاف شاب وفتاة تطوعوا في سيول جدة، خاطب راعي التكريم، أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز الحضور من المحتفى بهم ليلة أمس قائلاً: شرفتموني يا شباب جدة، فلكم حياتي يا شباب جدة.
وبدأ كرنفال الليلة التكريمية مبكرا، حيث احتشد أكثر من 8 آلاف شخص من الضيوف والشباب والفتيات المكرمين في مدرجات الصالة الرياضية المغلقة، وهتفوا بصوت واحد "إنتي منتي لوحدك يا عروس البحر الأحمر... يا جدة" بانتظار وصول راعي مناسبة التكريم الأمير خالد الفيصل.
وعندما شرف أمير المنطقة صالة حفل التكريم، تعالت أصوات المكرمين الذين تطوعوا في مساعدة أهالي الأحياء المتضررة من السيول بجدة، قائلين: نحن معك يا خالد الفيصل نحو العالم الأول، وقابلهم الأمير خالد الفيصل بالتلويح والسلام والابتسامات التي تعكس إعجابه بما قام به هؤلاء الفتيات والشباب من أعمال تطوعية.
فقرات الحفل
وبدأت فقرات الحفل بالقرآن الكريم، ثم كلمة أهالي الأحياء المتضررة من فاجعة السيول، وألقاها أحد الشباب الذين يقطنون هذه الأحياء، وأكد على أن قرارات خادم الحرمين التاريخية لتعويض المتضررين عن شهدائهم، وممتلكاتهم، والوقفة الصادقة التي أبداها شباب وفتيات جدة المتطوعون كان لها بالغ الأثر في تخفيف مصاب سكان هذه الأحياء.
بعد ذلك، ألقت المتطوعة هدى حماد كلمة المتطوعين من الشباب والفتيات، وأكدت خلالها أن أعمال هؤلاء المتطوعين انطلقت من إحساسهم بالمسؤولية تجاه أهلهم في الأحياء المتضررة، مشددة على أن جدة مدينة المتطوعين، وجدة جزء من وطننا جميعا، ومن هذه النقطة انطلقت أعمالنا، وبدأت خطط المساعدات التي شارك فيها أهالي جدة رجالا ونساء، صغارا وكبارا.
استعادة المأساة
وشاهد حضور الحفل فيلما وثائقيا عن فاجعة سيول جدة، وبدء أعمال المتطوعين الإغاثية، وسلط الفيلم الضوء على ما قام به الشباب والفتيات من جمع للمعونات، وتوزيع متواصل لها على المتضررين، وما تركته هذه الأعمال من أثر إيجابي على أهالي الأحياء المتضررة، وما حققته من سرعة كبيرة في إعادة الحياة من جديد لشوارع ومنازل هذه الأحياء.
عقب ذلك، استمع الحضور لأوبريت غنائي أداه عدد من شباب جدة المتطوعين في الأعمال الإغاثية لمواجهة السيول، وحمل عنوان "منتي وحدك ياعروس البحر الأحمر يا جدة".
وشهدت اللحظات ترديد 5 آلاف شخص من المتطوعين الحضور لعبارات وكلمات الأوبريت بصوت صفق له أمير منطقة مكة المكرمة والضيوف.
منبر وهتافات
ثم اعتلى أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل مسرح الحفل، وسط تصفيق واسع من الحضور وهتافات رددوا فيها عبارة "كلنا خالد".
وألقى أمير مكة كلمة أثنى فيها على الأعمال التي نفذها المتطوعون والمتطوعات لمساعدة إخوانهم المتضررين في الأحياء المنكوبة.
وتزايد تصفيق الحضور، وارتفعت هتافاتهم عندما قال أمير منطقة مكة المكرمة "إنني من هذا المنبر أوجه أمانة محافظة جدة بإنشاء حديقة كبيرة في المخطط الجديد لشرق جدة، ويتم تسميتها حديقة "شباب جدة" ويكتب عليها أسماء المتطوعين والمتطوعات الـ5 آلاف الذين يتم تكريمهم في هذا المساء".
واختتم الأمير خالد الفيصل كلمته بنذر حياته فداء لأعمال هؤلاء المتطوعين، قائلا: "شرفتموني يا شباب جدة، فلكم حياتي يا شباب جدة". بعد ذلك، التقطت الصور التذكارية لأمير منطقة مكة المكرمة مع المتطوعين والمتطوعات، وحرص الأمير خالد الفيصل على الالتقاء شخصيا بالمتطوعين من ذوي الاحتياجات الخاصة، وشكرهم على ما قاموا به من أعمال تعكس مدى قوة التلاحم بين أفراد المجتمع، وغادر مقر الحفل مصحوبا بهتافات "كلنا خالد".
مشاهد من الحفل
• ردد المتطوعون والمتطوعات عبارات "كلنا خالد، كلنا معك نحو العالم الأول" طيلة فترة الحفل.
• شهد الحفل حضور جميع مسؤولي القطاعات الحكومية والأمنية بمنطقة مكة المكرمة ومحافظة جدة.
• الفيلم الوثائقي الذي تحدث عن فاجعة السيول، وأعمال المتطوعين كان أول عمل إنتاجي تقوم به قناة "ألف ألف" الفضائية الجديدة.
• كان الحضور النسائي لافتا من المتطوعات المشاركات في أعمال المساعدة في سيول جدة.
• حرص الأمير خالد الفيصل على الالتقاء بالمتطوعين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
• قطع أمير مكة كلمته بسبب ارتفاع أصوات تصفيق المتطوعين، وقال: تستحقون أكثر من هذا.
كلمة أمير الحفل
بسم الله .. والحمد لله .. والصلاة والسلام على رسول الله.
أيها الشباب ...
ـ يا فرحة عبدالله .. وبسمة سلطان .. وقرة عين نايف.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أمل شباب .. وشباب أمل.
أمجاد وطن .. ووطن أمجاد.
بناء إنسان .. وإنسان بناء.
ـ إنه يوم تكريم شباب جدة.
فمرحى بالشباب..
مرحى بالهمم على طريق الصواب..
ومرحى بالعقول والسواعد .. تتخطى الصعاب..
ـ أيها الشباب ..
بعملكم هذا نطمئن على مستقبل وطننا..
وسلامة تنشئة أجيالنا..
وبلوغ غايات آمالنا..
لقد أثبتم بأنكم امتداد لأولئك الأشاوس..
الذين وحدوا هذه البلاد .. وبنوا هذا الكيان..
وتركوا فيكم جذوة الإيمان بالله..
وحب الوطن وشجاعة الأبطال..
ـ أيها الشباب..
تسجيلاً وتأريخاً لعملكم التطوعي الوطني..
طلبت من أمانة جدة إنشاء حديقة كبيرة..
في مخطط شرق جدة الجديد باسم شباب جدة..
تسجل فيها أسماء جميع من شارك وساهم..
في عمليات الإنقاذ والمساعدات .. في محنة سيول جدة..
في نهاية تحيتي هذه أقول وبكل اعتزاز..
شرفتموني يا شباب فلكم حياتي يا شباب..