عدنا من جديد لحالة تؤكد بما لا يدعو إلى الشك أن الرياضة لا يمكن أن تنفصل عن السياسة أبداً ومن يقل غير ذلك فهو يأخذ جانباً ويترك آخر.

وها هو نادي يوفنتوس الإيطالي يجمّد أصول أسهم عائلة القذافي البالغة 7,5 ملايين دولار بسبب أعمال القتل والتدمير التي تشنها على أبناء ليبيا الأبرياء باستخدام كل الوسائل من طائرات ودبابات وأسلحة منها ما هو محرّم دولياً وسط تأكيد القذافيين الأب والابن بتدمير كل ليبيا، فقط لأن الليبيين قالوا كلمتهم وعبروا عن رأيهم.

ولم تقل إدارة يوفنتوس إن هذا الوضع سياسي ولا علاقة للرياضة به، بل رأت أن كل شيء يمكن أن يوقف هذه الأعمال يجب أن يستخدم.

وهذا هو الابن الذي اسمه الساعدي القذافي قام في إحدى المرات بسابقة لم يسبقها إليه أحد ولن يفعلها غيره في المستقبل على ما نظن ويمكن ببساطة أن تسجل في موسوعة جينيس، عندما قام بدفع الأموال لأحد الأندية ليجلس على دكة احتياطي فريقها الأول على عكس ما يجري في كل أنحاء العالم عندما تقوم الأندية بشراء اللاعبين بدل أن يشتري اللاعب مقعده!.

هل رأيتم المسلسل الذي كان يلعب فيه ابن مسؤول في فريق لكرة القدم وكانت كل التمريرات له وحتى الفريق الخصم يبتعد ليسجل هدفاً؟.. هكذا كان الساعدي يفعل، والمصيبة أنه كان يصدق نفسه أنه لاعب من الطراز الأول ويتفاخر بذلك، ويضعها في الـ(cv) الخاص به، ويأخذ متفرجين ليتفرجوا عليه ويصفقوا له وهم في قرارة أنفسهم يدركون أن هذا الرجل لا يفقه في الرياضة شيئاً إنما يفعل كل ذلك لأنه يعيش تخمة الأنا التي أعمت بصيرته أو لتكون رياضته جزءاً من حملاته السياسية وهو يدرك كم تؤثر الرياضة في الشعوب المتقدمة والمتخلفة، فتساعد الدول المتقدمة على تقدمها والدول المتخلفة على تخلفها، وهذا ما حدث في ليبيا تحديداً عندما عجزت كل الشعارات عن أن تبني رياضة منافسة حتى على المستوى العربي، وفعلاً شر البلية ما يضحك.

إن من الطبيعي جداً أن يشتري أحد الأثرياء نادياً أو حصة منه، لكن يجب أن يكون ذلك من أمواله لا من أموال الشعب... يشتري ما يشاء ولكن ليس على حساب قوت الشعب، ليس على حساب كراماتهم... ليس على حساب آهاتهم ودموعهم.

ولا يسعنا في النهاية إلا أن نتوجه لله عز وجل أن تنعم ليبيا بالاستقرار لأن شعبها الطيب لا يستاهل على الإطلاق أن يعيش إلا مستقراً يبني بلده بسواعد أبنائه.