توقعت مصادر بصناعة النفط أمس أن ترسي أرامكو السعودية عقود إنشاء مصفاة في ينبع بطاقة إنتاجية 400 ألف برميل يوميا خلال الأسبوع المقبل. وتسهم مصفاة ينبع بأقل من ربع خطط السعودية لرفع طاقة التكرير بنحو 1.7 مليون برميل يوميا. وتبلغ الطاقة التكريرية للسعودية حاليا 2.1 مليون برميل يوميا. وقالت أرامكو إنها ستمضي قدما في المشروع رغم انسحاب شركة كونوكو فيليبس الأمريكية في أبريل. وانسحبت كونوكو بعدما طرحت الشركتان بالفعل مناقصة حزم التشييد وبعدما بلغ التخطيط مرحلة متقدمة. وكانت الشركات صاحبة العروض تتوقع ترسية العقود في مايو. وقال مصدر عندما سئل عن تاريخ ترسية العقود: "نتوقع ذلك مطلع الأسبوع المقبل.. أرامكو لديها عروض جيدة". قبل فترة طويلة من انهيار الشراكة في المشروع كانت كونوكو وأرامكو أجبرتا شركات التشييد على تعديل عروضها في يناير لتنسجم مع انخفاض تكاليف المواد الخام عقب الأزمة الاقتصادية العالمية. وقال وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي: إن هوامش الربح من المشروع ارتفعت بعد تقديم العروض الجديدة. وكانت الشركتان اختارتا مبدئيا شركة إس. كيه للهندسة الكورية الجنوية لإنشاء وحدة للخام وشركة دايليم اندستريال لإنشاء وحدة للبنزين وشركة جي. إس الهندسية لإنشاء وحدة تكسير بالهيدروجين. وقال مصدر: إن دايليم من أقوى المنافسين على عدة عقود، وقد تفوز أيضا بعقد وحدة التكسير بالهيدروجين لتحل محل جي. إس الهندسية. وستبني تكنيكاس ريونيداس الإسبانية وحدة تكويك. وستقوم بونج لويد الهندية بإنشاء بعض عناصر البنية الأساسية وخطوط أنابيب خارج المواقع، في حين ستبني إنبي المصرية صهاريج تخزين. وبعد انسحاب كونوكو طلبت أرامكو من الشركات الهندسية مد صلاحية العروض التي قدمتها في يناير 60 يوما.
وتضاعفت تكلفة المصفاة إلى حوالي 12 مليار دولار في 2008 من 6 مليارات دولار عندما كشفت أرامكو وكونوكو عن المشروع للمرة الأولى في 2006. لكن الأسعار تراجعت منذ ذلك الحين، وقالت مصادر بصناعة النفط: إن أوضاع المشروع أفضل من أوضاع مصفاة الجبيل التي دخلت أرامكو في شراكة مع توتال الفرنسية لإنشائها. ولم يغلق بعد باب تقديم العروض لإنشاء وحدة معالجة الرواسب الصلبة، حيث أرجئ الموعد النهائي إلى السادس من يوليو. وستقوم مصفاتا ينبع والجبيل بمعالجة الخام الثقيل من حقل منيفة السعودي البالغ إنتاجه 900 ألف برميل يوميا. وقال النعيمي في وقت سابق من هذا الشهر: إن شركات كثيرة أبدت اهتمامها بشغل مكان كونوكو كشريك في المشروع من بينها شركات آسيوية. لكن مصادر ذكرت أن أرامكو لم تختر إلى الآن شريكا جديدا في المصفاة. وقال مصدر: "حتى الآن لم يختاروا شريكا.. لكنهم سيواصلون المشروع". وانسحبت كونوكو أيضا من مشروع للغاز بتكلفة عشرة مليارات دولار في الإمارات مع سعي الشركة الأمريكية للتركيز على الاستثمار في التنقيب وإنتاج النفط والغاز والابتعاد عن التكرير. ومنحت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) التي تطور المشروع عقود توريد وتشييد هندسية بعد أيام من انسحاب الشركة الأمريكية إذ حصلت على عروض تنافسية وجذابة. وعلى غرار أرامكو قالت أدنوك إنها ستمضي قدما في المشروع. وقالت مصادر نفطية الأسبوع الماضي: إن أدنوك تريد انضمام رويال داتش شل للمشروع. وقال مصدر: إن أرامكو قد تحذو حذو أدنوك وتختار شريكا بعد توقيع عقود التشييد. وأضاف: أن "هذا احتمال آخر". من جهة أخرى قال مصدر بالصناعة أمس: إن شركة أرامكو السعودية حددت سعر البروبان في عقود يوليو عند 615 دولارا للطن بانخفاض 55 دولارا عن مستوى عقود يونيو. وذكر المصدر أن الشركة خفضت أيضا سعر البوتان في عقود يوليو بمقدار 45 دولارا عن مستوى يونيو إلى 625 دولارا للطن.