لماذا تضطر – لجان الأهالي – من المناطق المختلفة للذهاب لمكتب صاحب المعالي لعرض قضايا مناطقهم واحتياجاتها على طاولة الوزير، بل ما هي الثقافة الشعبوية التي رسخناها كي تضطر بعض المناطق إلى تشكيل هذه اللجان الأهلية كي تتابع عرائض مناطقها في دهاليز مكتب الوزير؟ دعونا نكتب الحقائق على الورق السيارالمطبوع بصوت مسموع. السبب لأن بعض الوزراء والوزارات في حاجة ماسة للفت الانتباه إلى أن الخريطة الوطنية الشاملة تساوي مليونين وربع من الكيلومترات المربعة لا من الأمتار المكعبة تحت ظلال البعض الذين يكتفون من هذا الوطن الكبير بالسفر على خط مستقيم يختصر ويتجاهل بعض زوايا البوصلة. بعض أصحاب المعالي للأسف (الشديد)، لم يقرأ حتى – مكوكيات – الثلاثي الأعلى من ولاة أمر هذه البلاد وهم يذرعون الوطن ويذهبون لكل قلبه وأطرافه وزواياه ويلتقون بالمواطنين في كل الزيارات التي لم تستثن مكاناً ولا مدينة فهل يعقل أن تكون – جداول – أصحاب المعالي أكثر زحمة وانشغالاً ومسؤولية من جداول رموز القيادة الأعلى في هرمنا السيادي الوطني؟ ألا يقرأ البعض منهم هذه الإشارة القيادية اللافتة.

وبدلاً من الطبيعي المعتاد أن يذهب صاحب المعالي إلى المواطنين في أماكنهم ومناطقهم، باتت العادة أن يختار الأهالي لجانهم لمقابلة معالي الوزير. ماذا سيقول بعض هؤلاء إذا كان البرهان القطعي المادي يشير إلى أن بعض أصحاب هذا اللقب الغالي العالي، وخلال – استوزارهم – زاروا دولاً بعينها في مكوكيات متكررة، وهم الذين لم يذهبوا على الإطلاق، وبالبرهان، إلى بعض مناطق هذا الوطن الغالي الذي يحملون على أكتافهم بعضاً من مسؤوليته. وللأسف الشديد فإن تمكين هذه الثقافة الإدارية هو ما يجبر المواطن أن يتحول إلى (حامل معروض) يذهب بهموم مكانه وقضاياه إلى ذات المكاتب التي يفترض أن تأتي إليه ولكنها لم تفعل.

وحتى عندما يأتي حامل المعروض بأوراقه إليه تصيبه الدهشة العارمة حد إنكار حقائق المعروض، لأنه يقرأ بعض حدود مسؤولياته من خلال الأوراق لا المشاهدة.

اليوم، صرنا نشك أن لجنة الأهالي صارت أقل من أن تستطيع إقناع بعض أصحاب المعالي بما في المعاريض. صرنا نطالب بتشكيل لجنة جديدة.