يقول المثل الشعبي "ناقة عريمان.. إن بركت ما ثارت، وإن ثارت نارت"!

والمعنى فيما يظهر أن "ناقة عريمان" ناقة متطرفة.. متجاوزة للحد.. ليس لديها منطقة وسط.. إما الجلوس والخنوع والاستسلام للواقع ومحاولة فرضه على الجميع وإقناعهم به.. وإما الهروب والفرار ووضع الناس أمام الواقع المرير الذي سيدفعون ثمنه..

تذكرت "ناقة عريمان" وأنا اقرأ خبرا خاصاً بمسؤولين ورجال أعمال قاموا بانتزاع منح مخصصة لذوي الدخل المحدود.. حيث توقفت أمام مفردة "تحركت" التي بدأ بها محرر "عكاظ" في مكة المكرمة "علي غرسان" خبره الصحفي..!

لم أسمع بهذه المفردة منذ زمن طويل.. كل الذي أعرفه أن هناك لجانا يتم تشكيلها ويتم تحديد موعد لعملها، ولا أحد يعلم شيئا بعد ذلك.. لا أحد يعرف متى "تتحرك".. لا أحد يعرف شيئا عن نتائجها، ولا عن قراراتها!

حتى أصبح لدى السعوديين شعور متراكم أن تشكيل اللجان يعني إغلاق ملف القضية لكن بطريقة دبلوماسية تحفظ ماء وجه جميع الأطراف..

لكن حينما نقرأ أن هناك لجنة قد (تحركت) فهذه بشارة خير.. هذا يعني أن ناقة "عريمان" بدأت تتحرك.. لكن يفترض أن تكون الحركة إيجابية، وينتج عنها خطوات رادعة.

الخبر المبهج يقول: "تحركت لجنة حكومية لكشف ما يعتقد أنها تجاوزات في قوائم منح أعلنت عنها أمانة العاصمة المقدسة أخيرا، وضمت القائمة أسماء 27 مسؤولا وأبناءهم حصلوا على منح مخصصة أصلا لذوي الدخل المحدود، وبين الأسماء أمينان سابقان ووكيل إمارة سابق ورجال أعمال ومسؤولين بارزين في الأمانة وجهات حكومية تنفيذية".

أولاً شكرا لإمارة منطقة مكة المكرمة على رغبتها الجادة في محاصرة الفساد وخفض مستواه، قولا وعملا..

الأمر الثاني.. هؤلاء الفاسدون بينهم مسؤولون كبار يتقدمهم وكيل إمارة سابق.. ولا أدري هل ستقوم اللجنة بالكشف عنهم أم لا.. فقط يهمنا أن نعرف: ماذا عن المناطق الأخرى؟.. الفساد ليس في منطقة مكة المكرمة وحدها.