هناك اتجاه يقوده اليوم الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل لتحديد الاختلالات الموضعية في الساحة الرياضية السعودية, يقوم على أساس التقييم الفعال الذي يعتمد على بيئة ديناميكية.

مثل هذا الاتجاه أو التوجه هو جزء مهم من الحركة تقريباً لوسط رياضي تتم من خلاله عملية وضع الأدوات في المكان المناسب, لكون ذلك أمرا حاسما بالنسبة لمحصلة منظومة رياضية ضخمة مثل الرئاسة العامة لرعاية الشباب معنية بما هو أكثر من (60 %) من التعداد السكاني في المملكة.

وسيرتبط ارتباطاً وثيقاً بالأسس الفنية والتحكم في المحركات لهذه العملية، والضرورة القصوى لإنتاج حركة فعالة على طول المدة المحددة سلفاً.

ولكن مقابل هذا التوجه الذي يعمل عليه الرئيس العام من أول يوم تشرف فيه بالثقة الملكية كرئيس عام, هناك اتجاه آخر ربما أشرس وأعنف وأكثف من أي وقت مضى, ويرتبط بردود أفعال الوسط الرياضي بكافة شرائحه المبالغ فيها أحيانا, والأكثر قسوة هو وضع سقف بعينه لحجم النجاح أو الفشل الذي قد يقع فيه فريق العمل بهذه القطاعات المتعددة لكيان وجهاز كبير كالرئاسة العامة لرعاية الشباب.

إن تحديد الاختلالات في جهاز ضخم ليس بالأمر اليسير أو في متناول اليد لمن ينظر للأمور بمنظار علمي ومنهجي دقيق، ويقف وراء هذا التحديد سعي جاد نحو التصحيح.

إن التفكير في ما يحدث للاختلالات أو أوجه القصور هو القاعدة الذهبية عند طلب معالجات حقيقية للتحرك بهدف التصحيح المؤثر، وتصحيح يذهب بعيداً نحو التغيير الإيجابي في الأداء.

والقاعدة العلمية والتجارب تقول إنه عندما يتم تصحيح خلل، سيظهر في مكان آخر, وهو ما يعني ضرورة التأني والحرص والأخذ بدراسة كافة الجوانب والتداعيات.

حالياً، وبرصد بسيط لما يدور في صفحات الجرائد الورقية والإلكترونية وكذا شبكات التلفزة المتخصصة تتأكد يوماً بعد آخر أن الرياضة وسيلة شعبية جداً للرياضيين لتقييم وضعهم، ونستمع إلى سيل من التحليلات للمواقف التي تحدث هنا وهناك من منافساتنا المحلية إذ من السهل الحديث والتفسير، وغالبا ما يتم استخلاص نتائج عميقة (وأحيانا عقيمة للأسف) يتبناها هذا الطرف أو ذاك.

لكن مثل هذه التحليلات ليس لها آلية واضحة أو حتى مقنعة في كثير منها للتحرك نحو المعالجة ومساعدة المسؤول للوقوف على الحل غير المبطن.

نحن هنا كمحايدين وموضوعيين بحاجة إلى الابتعاد عن مصطلح "الموقف المثالي" الذي يرى البعض ضرورة أن تكون عليه الرئاسة العامة لرعاية الشباب بقطاعاتها و لجان عملها، فالرئاسة ليست مطالبة إطلاقا بأن تظل تبحث عن موقف مثالي لمصافحة رغبات البعض, لكنها ستظل تبحث عن الحلول الجيدة.

إن التفكير في موقف ما بالمقارنة مع موقف آخر, ورصد تفاصيله وجزئياته لمجرد الرصد، هو تغليب مقصود لأسلوب الفردية الذي يؤثر على الوضع المنظور.

إن الموقف السليم (لا المثالي) يؤدي في الواقع إلى ديناميكية حركة منسقة مع إعطاء الوقت الكافي والدراسة المهنية, وهذا هو الأهم في حراك فرق عمل الرئاسة حاضراً ومستقبلاً.

ومع ذلك، إذا لم يكن هناك تدفق معلوماتي وتناغم بين الرئاسة وبين أطراف الوسط الرياضي السعودي، فإن هناك نقصاً سيحدث, كما أن عملية التركيز المبالغ فيها على تحركات قطاعاتها صغيرها وكبيرها دون منهج للتغطية ستنعكس سلباً على المحصلة.

منظومة الرئاسة اليوم بحاجة إلى تدريب كوادرها، ونهج المرونة، والتوازن، والحركة والعمل على آليات عالية للتحفيز, كذلك هي بحاجة إلى تحديد أوجه القصور في آليات المعالجة كلما دعت الحاجة.