بدأ المدرب الإيطالي لمنتخب إنجلترا فابيو كابيلو التخطيط لكيفية مقاربته تصفيات كأس أوروبا 2012 وكأن شيئاً لم يكن، واضعاً الاتحاد الإنجليزي أمام مسؤلياته تجاه ما سيترتب على قرار إقالته من أموال ضخمة مستحقة له, حتى إن البعض وصف كلام كابيلو بـ"لعبة القط والفأر".
واعتبر كابيلو أنه قام بالمطلوب به خلال المونديال الحالي، لكن لاعبي "الأسود الثلاثة" خذلوه خلال مباراة الدور الثاني أمام ألمانيا (4/1).
وتحدث كابيلو الذي أكد أنه يريد مواصلة المشوار مع المنتخب الإنجليزي رغم إخفاقه في مونديال جنوب أفريقيا، عن كيفية تضميد الجراح والاستعداد للاستحقاق القاري المقبل رغم أن مستقبله لم يحسم حتى الآن بعدما أعلن الاتحاد الإنجليزي أنه سيتخذ قراره بشأن هذه المسألة بعدأسبوعين وسط مطالبة الصحافة المحلية بإقالته من منصبه مباشرة.
وكان كابيلو (64 عاماً) مدد عقده قبل المونديال حتى 2012 أي حتى نهاية كأس أوروبا 2012 في بولندا وأوكرانيا، وبحسب الصحف البريطانية فإن راتبه السنوي ارتفع إلى 6 ملايين جنيه إسترليني (7.3 ملايين يورو)، وبما أن الإيطالي رفض الاستقالة، فإن إقالته ستكلف الاتحاد الإنجليزي 12 مليون جنيه إسترليني (14.6 مليون يورو) في حال قرر التخلي عن خدماته.
وبدا كابيلو واثقا من أنه سيواصل مشواره حتى نهاية عقده، وبدأ يتحدث عن كيفية "إنعاش" منتخب "الأسود الثلاثة"، خصوصاً أن عدداً من نجومه الكبار وصلوا نهاية مشوارهم الدولي دون أن ينجحوا في الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عواتقهم.
وتطرق مدرب ميلان وروما وريال مدريد السابق إلى اللاعبين المرشحين للانضمام إلى التشكيلة أو اللاعبين الذين سيتم الاستغناء عن خدماتهم، مضيفاً "لقد تحدثنا بهذا الموضوع مع الطاقم الفني, أعتقد أننا سنجد على الأرجح لاعبين جديدين أو ثلاثة لكأس أوروبا، آدم جونسون، والظهير الأيسر في أرسنال كيران جيبز، ومايكل داوسون، رغم أنه ليس شاباً, هناك أيضا جابرييل إجبونلاهور, وبوبي زامورا الذي كان مصاباً هذه المرة, كما هناك لاعب آخر نأمل ان يكون في كامل لياقته حتى حينها وهو أوين هارجريفز".
وتابع "أفضل اللاعبين الشبان هم في منتخب دون 21 عاما وليسوا جاهزين للعب هنا في كأس العالم، لكني آمل في العام المقبل أو الأشهر الستة المقبلة أن يبرزوا إلى الساحة, آمل أن يعود ثيو والكوت وأن يشفى من الإصابة في كتفه, هناك أيضا جاك ويلشير الذي أعتبره لاعبا مثيرا للاهتمام, لدي بعض اللاعبين الجيدين الذين سيجهزون في الأشهر الستة المقبلة, إنه أمر ممكن".
ويدرك كابيلو الذي تحدث أيضا عن المستقبل الواعد للحارس جو هارت، بأن تحدثه عن ثورة شبابية في منتخب "الأسود الثلاثة" مرتبط بالضوابط والمشاكل التي واجهها مع التشكيلة الحالية, لا يوجد في الدوري الإنجليزي الممتاز سوى 38% من اللاعبين المؤهلين للدفاع عن ألوان المنتخب الإنجليزي وبالتالي لا يوجد أمامه كثير من المواهب للاختيار منها، كما أنه طابع الدوري القاسي بدنياً، والروزنامة المكثفة (الدوري والكأس وكأس الرابطة والمشاركات الأوروبية), دون أي عطل حتى في فترة الأعياد تؤثر على الوضع البدني للاعبين وتتسبب بالإجهاد وكثير من الإصابات.
لكن من الصعب التحدث فقط عن الإرهاق كعذر للاخفاق الذي مني به المنتخب الإنجليزي حيث قدم أداء مخيباً أولا أمام الولايات المتحدة (1/1) ثــــم الجزائر (صفر/صفر) قبل أن يتحسن نسبيا
أمــام سلوفينيا حيــــث خطـــــف تأهله إلى الدور الثاني بفضل هدف وحيد سجله جيرماين ديفو، لينهي منتخب "الأسود الثلاثة" الدور الأول في المركز الثاني، مما وضع كابيلو في وضع حرج للغاية خصوصا أمام الصحافة المحلية "القاسية".
ولم يتحسن وضع كابيلو بتاتا بعد مواجهة الدور الثاني حيث لقي الإنجليز أسوأ هزيمة في تاريخ مشاركاتهم في النهائيات, إن كان على الصعيد العالمي أ والقاري باستثناء فوزهم بمونديال 1966 وقد يكون عليهم أن ينتظروا حتى 2018 لكي يرفعوا الكأس مجددا في حال نالوا شرف استضافة النسخة الـ21 من العرس الكروي العالمي.
ويبرر كابيلو السبب الذي يجعله يتمسك بعدم الاستقالة، قائلاً "أعلم كثيراً عن اللاعبين وما حصل, أعلم الوضع اليوم أكثر من السابق لأني أدركت ما حصل عندما وصلنا ألى كأس العالم, أنا أتفهم مزيداً من الأشياء، وأعي أن هناك أمرا مهما للغاية، وأتفهم لماذا لم تفز إنجلترا (بالألقاب) في السابق, " لاعبو إنجلترا يصلون إلى نهاية الموسم منهكين".
وواصل "كل مباراة لعبناها خلال هذه الفترة، سبع مباريات بالمجمل بينها الودية وتلك التي خضناها في كأس العالم، لم أر اللاعبين الذين شاهدتهم في الخريف أو بعد شهرين من عيد الميلاد, كانوا يتمرنون بشكل جيد، كانوا مركزين، لكنهم ليسوا اللاعبين ذاتهم، ليسوا بالسرعة ذاتها، بالسرعة التي أعرفها عنهم, أريد أن أغير شيئاً لكن من المستحيل فعل ذلك، هناك كثير من المباريات خلال الموسم, يلعبون السبت والأربعاء والسبت والأربعاء".
وإذا بقي كابيلو في منصبه وستكون هذه المسألة التحدي الأكبر الذي سيواجهه، فإنه مصمم على نيل فرصة ثانية يثبت من خلالها أن بإمكانه أن يغير المنتخب الإنجليزي "أفضل أن أبقى, نحتاج إلى الوقت من أجل استعادة توازننا وحيويتنا".
وسيعلن كابيلو قرار بقائه على رأس الإدارة الفنية لمنتخب "الأسود الثلاثة" من عدمه بعد أسبوعين، وهو كان أشار إلى أنه تحدث مع الميدر العام للاتحاد الإنجليزي السير دايف ريتشاردز، الذي قال للمدرب الإيطالي إنه بحاجة إلى أسبوعين لاتخاذ القرار.
واعتبر كابيلو رد الاتحاد الإنجليزي "ذكياً"، وقال "أعتقد أنه جواب ذكي"، لكنه بدا عصبيا عندما طرح عليه سؤال حول ما إذا كان لا يزال يستحق "الأموال الطائلة" التي يدفعها له الاتحاد الإنكليزي, وقال "اختاروني لهذا المنصب، واعتبروا أنني أستحق هذا الراتب, الأموال لا تحدد قيمة الإنسان".
وأوضح بيفينجتون "أحب التذكير أنه ليس كابيلو من حدد راتبه, تعاقدنا معه عندما كنا في الحضيض وفشلنا في التأهل إلى نهائيات كأس أوروبا 2008. فابيو أعطى الثقة إلى هذا المنتخب".
يذكر أن المنتخب الإنجليزي وقع في تصفيات كأس أوروبا 2012 ضمن المجموعة السابعة إلى جانب سويسرا وبلغاريا وويلز ومونتينيجرو، وهو يبدأ مشواره اعتبارا من الثالث من سبتمبر المقبل في مواجهة بلغاريا.