شائع بين العامة على وجه الخصوص أن الإعلامي يملك قدرات تميزه عن غيره، ولهذا أخذ نصيبه أو مكانه الطبيعي في الوسيلة الإعلامية، وهنا نستثني من كان في المكان وهو لا يستحق.

ومن الشائع أيضا أن الإعلامي يصل إلى المكاتب المغلقة، وأرقام الهواتف المحظورة، بمعنى (رجل واسطة) وبالمفهوم المتخصص (لديه مصادر وعلاقات على مستويات مختلفة).

من مشكلات العمل الإعلامي عزوف المهنيين عن المهنة بعد سنوات من الجهد والحزن والفرح، والسبب يعود إلى تركه المجال أساسا أو الحصول على منصب فيه، مما يعني التعالي عن النزول إلى الميدان أو هموم الناس فتبدأ رحلة التنظير من الناطحات.

أكثر من ثلاثين عاما وداود الشريان ممارس للمجال وقد ذاع صيته في فترات سابقة، ومن ثم خفت، والآن يعود بخصوصية تامة من الواضح أنها تدفعه للأمام، وتؤكد حقه التاريخي، حيث ارتبط برنامجاه التلفزيوني والإذاعي باسمه مباشرة.

ربمالا يحبه البعض من دون سبب، وهذا يحصل، وربما رُوج عنه أنه فظ مع من يعمل معه تحت الهواء، وهذا لا نؤكده ولا ننفيه، لكن الأكيد أن كثيرين يحترمونه وينتظرون عبارة (نستمع إلى عناوين الأخبار من العربية ومن ثم نفتح الملف) لماذا؟؟

لأنه يلامس همومهم وقضاياهم، ويأتي بالمسؤول المعني بالموضوع، ولا يترك له فرصة لـ (التلميع والزبرقة) فضلا عن أسلوبه الشعبي الذي قربه للناس تماما، كما قال وهو يقاطع أحد ضيوفه: (الشق أكبر من الرقعة يا دكتور).

أنا أجزم بأن المسؤول غير الواثق من نفسه وقطاعه لا يمكنه المشاركة في البرنامج، وإن تحجج بعبارة (نحن في اجتماع مع معاليه) فهذا لا يعني عدم التشهير به وبأعذاره القديمة.

إذا على البقية من الإعلاميين الكبارأن يوظفوا مصادرهم للوظائف الحقيقية للإعلام، فالوطن والمواطن بحاجة لكم وإن جئتم متأخرين.