أجزم بأن الرياضة جزء لا يتجزأ من ثقافة الأمم , فهي قد تكون ذروة سنام للحضارة والتي هي انعكاس أصيل لثقافة الأمم ، وباتفاق الكثير من سيسولوجي المجتمعات أن الشعوب غير المهتمة بها قد تكون الأقل ثقافة وحضارة , ومع ذلك فإن لكل حضارة شوائب ولكل شيء إذا ما تم نقصان على رأى شاعرنا الأول. فهي وإن كانت كذلك , فإن من أعظم عيوبها المستترة غير الظاهرة للعيان هي (الشيفونية) والتي هي نتاج لما يحدث في الوسط الرياضي السعودي من تعصب رياضي لبعض الأندية , فالمغالاة في حب الأندية ما هي إلا تفسير عملي للشيفونية الرياضية التي تشكلت وظهرت على السطح في الآونة الأخيرة وذلك من خلال العديد من الصور. فمصطلحات مثل (الأمة الهلالية) أو (الشعب النصراوي) ما هي إلا تكريس لما أسميه شيفونية المجتمع الرياضي الحديث, ذلك أنه لو تم تأصيل هذه الشعارات لوجدنا أنها الغذاء الرئيس لجميع الشعاراتيين المفرقين للأمم والمجتمعات متخذين أشكالا عديدة أثنية كانت أم عنصرية أو غيرها. فكيف لجمهور ناد رياضي أين يصبحوا شعباً كامل الأهلية ؟وكيف لمشجعي المدرجات أن يقيموا أمة لها تاريخ أو حضارة ؟ هذه هي قمة السذاجة والتي يمررها بعض الإعلاميين ــ ولو على سبيل المبالغة ــ للعامة، فينتشي المتعصبون,ويطرب لها بعض المراهقين.ولو نظرنا إلى من يغذي هذه الشعارات الخطيرة ــ بقصد أو بغير قصد ــ لوجدنا أن جلهم من المناطقيين والإقليميين الذين يقتاتون على مثل هذه الشعارات ليحققوا المكاسب الدنيوية والتي يبحثون عنها. إن خطورة شعارات كهذه أنها قد تنتج ما هو أسوأ منها بكثير , ولو نظرنا للتاريخ بقصد العبرة لما آلت إليه مثل هذه الأدلة الرياضية من قبل بعض الإعلاميين لوجدنا أنها قد تنتج ما يسمى بـ(شغب الملاعب) والذي هو في نظري مرادف للإرهاب الذي ما زالت الدولة تحاربه على جميع المستويات. لماذا لا يصبح لدينا إعلام رياضي موجه يعيد الرياضة لأصلها من حيث تقبل الفوز والخسارة ؟ولماذا يصبح الصوت العاقل الناقد في الإعلام الرياضي مغيباً تماماً بعكس نقيضه الشيفوني؟هذه أسئلة مشرعة إجابتها بيد مسؤولي وعرابي الرياضة في بلدنا ولعلني هنا أطرحها مستعيناً بقول الشاعر:أرى تحت الرماد وميض نار وأخشى أن يكون له ضرام.