حدثني أحد أساتذتي الأفاضل - وهو محل ثقة - عندما كنت في المرحلة الثانوية ، عن موقف حدث له عندما كان طالبا في تخصص دراسات إسلامية بإحدى الكليات. يقول الأستاذ قبل نحو 10 سنين درست إحدى المواد عند دكتور من جنسية عربية ، وقد كان هذا الدكتور يستمتع - إذا صحت العبارة - بتعذيب الطلاب نفسياً ، ومن إحدى الأمور التي كان يفعلها ، يقوم بإحضار أوراق إجاباتنا في الاختبار النهائي ونحن ننظر إليه ويضعها على إحدى الطاولات وبالمقابل طاوله أخرى تبعد مسافة قصيرة ، ومن ثم يقوم بتشغيل المروحة ويقول لنا من تسقط ورقته على الأرض فهو راسب ومن تسقط ورقته على الطاولة الأخرى فهو ناجح .

يقول أستاذي تخيل هذا المنظر المربك وجوه شاحبة من الخوف وآخرون يتضرعون إلى الله أن تسقط أوراقهم على الطاولة الأخرى، والسبب في هذا الأمر هو عدم وجود شخص يردع هذا الدكتور هذا من جهة ، ومن جهة أخرى خوفنا نحن الطلاب من تقديم شكوى عليه ثم لا نجد من مجيب .

عندما قال لي هذا الموقف ظننته كان يمزح معي ، أو يحكي لي قصه من نسج الخيال ، لكن بعد تخرجي من الثانوية ودخولي الجامعة والتعمق فيها ، اكتشفت أن هذه الأمور موجودة ولكن مع اختلاف الطريقة والشخصيات للأسف الشديد! هذا الكلام للأسف موجود في جميع الجامعات ، ولو عُمل استفتاء عن هذا الموضوع لوجدت أن أغلبية الطلاب إن لم يكن جميعهم يوافقونني الرأي ، وللأسف لقد شاهدت أن هذه الظاهرة منتشرة انتشارا واسعا جداً وكأنهم يقومون بتطبيق المثل العامي القائل (امسك لي وأقطع لك) ومن باب أولى أن يقوم بتطبيق مبدأ العدل والمساواة ذلك الشخص الذي وصل مرحلة متقدمة من العلم ، قلة هم الأشخاص الذين يصلون إليها ألا وهو الدكتور . ولكن نجد العكس هو الحاصل فعلاً ، فهذا الطالب يقوم بإنهاء إجراءات الدكتور في هذه الجهة الحكومية ، وآخر يقوم بتسهيل أموره لدى تلك الجهة ، والنتيجة يقدم لهم النجاح والدرجات التي يرغبونها على طبق من ذهب ، وعندما تسأل الدكتور لماذا؟ يجيب هم يستحقون النجاح على مجهودهم الذي بذلوه. أما الطالب الذي لا يقـوم بإنهاء إجراءاته لا ينجح ، ليس لأنه لا يستطيع أن يقوم بذلك ولكن لأنه لا يملك واسطة في هذه الجهة أو تلك، فسيقول له الدكتور : أنت وجهدك أنا لا أعمم هذا الكلام على جميع أعضاء هيئة التدريس بل على بعض منهم.