أصبح للمتحدث الإعلامي لأقسام الشرط في المملكة دور بارز في نقل الأخبار الأمنية وبرز ذلك خلال العامين الماضيين بشكل كبير، حيث تطالعنا الصحف بوابل من الأخبار الأمنية كل صباح وعلى نسق واحد ما يؤكد وجود أقسام تحريرية وتصوير ودسك وتنفيذ وطباعة في إدارات المتحدثين الإعلاميين ، وطبعا التطور المطرد للتقنية جعلهم يسايرونه وبنفس الوتيرة التي تنتهجها الصحف تماشيا مع العصر مما جعل الصحفي لا يحتاج جهدا للاتصال على المتحدث الرسمي ليوافيه بالخبر فما عليه سوى تفقد بريده الإلكتروني ليرى الخبر الأمني جاهزا للطبع وليس لإعادة صياغته ، لكن .. دعونا نتجه قليلا صوب إدارات الشرط التي تتعامل مع المتحدث وتوافيه بكل الأحداث الأمنية التي تحدث في محيطها ومهما كانت حدة تصنيفها ، قتل ،سرقة، اغتصاب ، مضاربه ، ... إلخ.. بالإضافة إلى جميع الأحداث التي لا يجب أن تنشر لعدم جدوى نشرها وللأسف مع الصورة في بعض الأحيان .

لفت نظري خبر في إحدى الصحف مفاده القبض على شابين دخلا في مشادة كلامية مع أحد موظفي الأحوال المدنية في حفر الباطن وتم القبض عليهما وتم تصويرهما بعد القبض عليهما داخل الدورية الأمنية وهما في الأصل لم يرتكبا جرما يستاهل كل هذه المرمطة والشرشحة والتصوير من جميع الجوانب ، لمشادة كلامية يفعل بهما ما فُعل ؟يجب إعادة النظر في ذلك وأن تعي إدارات الشرط أن عملها لا يقيم بما ينشر في الصحف تحت شعار شوفنا نشتغل ، بل بالعمل المنجز تجاه الوطن وحفظ مقدراته .. يجب أن يعي المسؤولون في الأمن العام أن الأمر بدأ في الخروج عن النص .. حيث لو سألت مدير إدارة إحدى مديريات الشرط في المناطق عن أسباب نقص الدوريات الأمنية لقال .. بدون أدنى مقدمات لدينا نقص كبير في الأفراد والآليات .. بينما تجد إدارة العلاقات العامة المعنية بإرسال أخبار الإدارة إلى المتحدث الإعلامي تشبه إلى حدٍ كبير خلية النحل . وقد نرى في يوم من الأيام صحفا تصدرها إدارات العلاقات العامة في الشرط تنافس الصحف المحلية الرسمية وترى مراسليها يفوقون مراسلي وكالة رويترز وقد ترى في بعض النقاط لافتات إعلانات فردية ، نعي ، تعزية .. ولا وبأسعار منافسة جدا.