أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز أن الأمم لا تعلو إلا بسواعد أبنائها ، وأن العلم هو المدخل الواسع والأداة الفاعلة في مسيرة التنمية .
وخاطب خادم الحرمين الشريفين المبتعثين السعوديين إلى الجامعات الكندية خلال استقباله لهم على هامش قمة العشرين الاقتصادية التي انعقدت في تورنتو بين 26 و27 يونيو الجاري ، قائلا "إن المسؤولية الملقاة على عاتق كل مبتعث ومبتعثة تحتم عليه أن يسعى بعزم لا يعرف الكلل ولا الملل لتحصيل العلم ، فأنتم بعد الله - جل جلاله - عتاد الغد لمستقبل لا نقبل فيه بغير الصدارة لوطن أعطانا الكثير وينتظر منا جميعاً ثمرة ذلك العطاء لرفعة شأنه بين الأمم".
وأضاف "إنكم سفراء الوطن ، تمثلونه بأخلاقكم وقيمكم التي نستمدها جميعاً من ديننا ، لذلك أوصيكم بأن تكونوا على قدر المسؤولية سلوكاً وتعاملاً ، ولا يساورني أدنى شك - إن شاء الله - بأنكم تدركون ذلك ، وأنكم خير من يمثل وطنه وأهله ، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد والنجاح في مسعاكم النبيل".
وكان خادم الحرمين استقبل في مقر إقامته بمدينة تورنتو الملحق الثقافي السعودي في كندا الدكتور فيصل بن محمد المهنا ومجموعة من الطلاب والطالبات المبتعثين للدراسة في كندا.
كما استقبل رئيس جامعة تورنتو الفخري ديفيد بيترسون ومدير الجامعة الدكتور ديفيد نيلر وعدداً من المسؤولين في الجامعة بمناسبة صدور الأمر السامي الكريم بالموافقة على إنشاء كرسي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مجال حوار الحضارات في جامعة تورنتو العريقة.
وللمناسبة أقيم حفل خطابي ألقى خلاله المهنا كلمة أشار فيها إلى أن صدور الأمر السامي بإنشاء كرسي للدراسات والأبحاث في مجال حوار الحضارات في جامعة تورنتو يأتي تأكيداً على حكمة خادم الحرمين وبعد نظره وحرصه الدائم على بث روح التسامح والإخاء وسعيه الدؤوب إلى تهيئة البيئة المثلى لإثراء النشاط العلمي في حوار الحضارات والثقافة.
وألقى مدير جامعة تورنتو ديفيد نيلر كلمة اعتبر فيها الحدث هدية جزيلة لجامعة تورنتو وللشعب الكندي .
يذكر أن كرسي خادم الحرمين في مجال حوار الحضارات في جامعة تورنتو يعمل على نشر ثقافة الحوار بين أتباع الأديان والثقافات وإثراء النشاط العلمي في مجال الحوار الحضاري ونشر التسامح وقبول الآخر من خلال ما يلي :
- غحفز الإنتاج المعرفي من الكتب والدراسات العلمية والبحوث ، واستقطاب علماء بارزين لإعداد دراسات علمية تدعم الحوار الثقافي.
- تقديم منح دراسية لطلبة الدراسات العليا لإكمال دراساتهم في مجال التقارب بين الأديان وترجمة الأعمال التي تخدم حوار الثقافات والأديان.
- إصدار مجلة علمية لخدمة أهداف الكرسي والتعريف به.
- تنظيم مؤتمر دولي سنوي للحوار بين أتباع الأديان برعاية خادم الحرمين .
- رصد ميزانية قدرها 20 مليون ريال لمدة خمسة سنوات (4 ملايين ريال سنوياً) لتمويل دعم مشاريع البحوث التي يقوم بها الكرسي بالإضافة إلى تمويل المنح التعليمية والمؤتمرات والندوات.