سيكون المنتخب الإسباني مطالباً بتأكيد "مصداقية" قدرته على التواجد على منصبة التتويج في 11 يوليو المقبل عندما يتواجه مع نظيره البرتغالي اليوم على ملعب "فري ستايت ستاديوم" في كايب تاون ضمن الدور الثاني للمونديال.
ولم يكن مشوار أبطال أوروبا سهلاً على الإطلاق في دور المجموعات حيث أجبروا على حسم تأهلهم في الجولة الأخيرة بفوزهم على تشيلي 1/2، وذلك بسبب الخسارة المفاجأة التي منيوا بها في مستهل مشوارهم أمام سويسرا (صفر/1) التي وضعت حداً لمسلسل انتصاراتهم وألحقت بهم الهزيمة الثانية فقط في 49 مباراة، قبل أن يستعيدوا توازنهم بفوزهم على هندوراس 2/صفر ثم تشيلي ليتأهلوا مع الأخيرة إلى الدور الثاني وفي صدارة المجموعة، ما جنبهم مواجهة البرازيل متصدرة المجموعة السابعة.
ومن المؤكد أن موقعة "فري ستايت ستاديوم" مع كريستيانو رونالدو وزملائه في منتخب "برازيليي أوروبا" ستكون الامتحان الحقيقي لمقدرات "لا فوريا روخا" الذي يسعى للتأكيد أنه تخلص من صفة المنتخب المرشح الذي يخيب آمال مناصريه في النهاية، وبأنه أصبح المنتخب القادر على الذهاب حتى النهاية كما فعل قبل عامين عندما توج بكأس أوروبا للمرة الأولى منذ 1964.
قد يعتقد البعض أن طريق المنتخب الإسباني أصبح أسهل بتصدره للمجموعة الثامنة لأنه تجنب البرازيليين، لكن المعطيات تؤكد عكس ذلك خصوصاً بعد الأداء الدفاعي المحكم الذي قدمه المنتخب البرتغالي أمام البرازيل (أبطال العالم خمس مرات) في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة السابعة.
مرونة برتغالية
وقدم المنتخب البرتغالي وجهان مختلفان تماماً في مشواره خلال النسخة الـ19 حتى الآن، وقد أظهر "سيليساو دوس كويناش" مرونة تكتيكية لافتة لأنه بعد أن قدم أداء هجومياً كبيراً أمام ساحل العاج (صفر/ صفر) وكوريا الشمالية (7/صفر)، بدا كأنه المنتخب الإيطالي في السبعينات والثمانينات حيث طبق أسلوب الـ"كاتيناتشيو" الذي اشتهر لأول مرة مع المدرب الارجنتيني هيلينيو هيريرا مع إنتر ميلان الإيطالي خلال الستينات.
وقد يلجأ كيروش إلى هذا الأسلوب مرة اخرى أمام إسبانيا خصوصا أنها تتميز باللعب الهجومي الذي يستند بشكل أساسي على الاستحواذ على الكرة والاعتماد على مواهب لاعبي وسطه تشافي هرنانديز وأندريس إنييستا وخيسوس نافاس أو دافيد سليفا وفرانسيسك فابريجاس، وحتى إن دافيد فيا الذي أصبح أفضل هداف إسباني في نهائيات كأس العالم (6 أهداف) يلعب في الجهة اليسرى وليس كرأس حربة، فيما يتولى فرناندو توريس مهام المهاجم الصريح.
إصابات وغيابات
ويدرك المدرب الإسباني فيسنتي دل بوسكي صعوبة المهمة التي تنتظر رجاله وهو أكد مباشرة بعد التأهل إلى الدور الثاني أنه ليس مرتاحا على الإطلاق لأن أبطال أوروبا تجنبوا مواجهة المنتخب البرازيلي وذلك لأن المنتخب البرتغالي ليس أسهل من "سيليساو" على الإطلاق.
وتعرض المنتخب الإسباني إلى ضربة عشية موقعته مع البرتغال بإصابة مدافعه راوول البيول لإصابة في ساقه اليمنى حيث نقل إلى أحد المستشفيات من أجل إجراء الفحوصات اللازمة، لكن مدافع ريال مدريد ليس من العناصر الأساسية في تشكيلة دل بوسكي، خلافا لزميله في النادي الملكي تشابي ألونسو الذي قد لا يتمكن من مواجهة زميليه الآخرين في ريال مدريد رونالدو وبيبي الذي عاد إلى تشكيلة البرتغال بعد تعافيه من إصابة أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة.
وتعرض تشابي ألونسو لالتواء في الكاحل الأيمن خلال لقاء أبطال أوروبا مع تشيلي وهو قد يغيب عن لقاء اليوم أمام البرتغال حسب ما أكد دل بوسكي، فيما سيكون توريس جاهزا للعب لأن الإصابة التي يعاني منها ليست سوى مشكلة عضلية بسيطة.
دفاعات ومرتدات
وهناك احتمال أن يلجأ مدرب البرتغال كيروش إلى الهجمات المرتدة السريعة التي ستضع رونالدو في مواجهة زميله في ريال سيرخيو راموس والقائد كارليس بويول.
وأنهى المنتخب البرتغالي الذي تأهل إلى الدور الثاني للمرة الثالثة في مشاركته الخامسة دون أن تتلقى شباكه أي هدف، علما بأن البرتغاليين حافظوا على نظافة شباكهم في 22 من أصل مبارياته الـ26 الأخيرة.
وقد حذر كيروش لاعبيه بأن هذه الإحصائيات لا تعني شيئا، مضيفا "قد تلـعب دورا في تعزيز ثقتنا، لكن لا يمكننا الدخول إلى الدور ثمن النهائي مستندين على السمعة والإحصائيات, يجب على لاعبينا أن يثبتوا قيمتهم في أرضية الملعب, علينا أن نبقى على أرض الواقع لأننا في الأدوار الإقصائية الآن وأي خطأ سيرسلك إلى ديارك".
وستكون مباراة اليوم المواجهة الأولى بين المنتخبين الإيبيريين في النهائيات.
ومن المؤكد أن المدربين سيكونان تحت ضغط كبير ولن ترحم وسائل الإعلام المحلية الطرف الذي سينتهي مشواره عند الدور الثاني، إن كان دل بوسكي الذي يحمل على كتـفيه عـبئا بأنه يشرف على المنتخب الأفضل في العرس الكروي، او كيروش البـاحث عن إثبات جدارته من خلال قيادة البرتغال إلى الدور نصف النهائي على أقل تقدير .
وترى الصحف المحلية أن عيب المنتخب أنه يقدم أداء جيدا مع كيروش لكنه لا يترجم أفضليته أمام خصومه إلى أهداف.