اختفت مياه السيول تماما من خلف السد الاحترازي لبحيرة الصرف الصحي في جدة، ولم يعد هناك غير طبقة سطحية من الطمي، يبلغ ارتفاعها حوالي متر من تلك التي جرفتها السيول يوم 8 ذي الحجة المنصرم، واستقرت أمام السد الاحترازي. وتعتزم أمانة جدة الاستفادة من تلك الطبقة في أغراض الزراعة.

إلى ذلك، أعلن أمين جدة المهندس عادل فقيه أمس الانتهاء من تجفيف المياه المتجمعة خلف السد الاحترازي لبحيرة الصرف، والتي تكونت نتيجة السيول والأمطار الأخيرة والبالغة 21 مليون متر مكعب.

جاء ذلك خلال جولة ميدانية قام بها أمس للسد الاحترازي حيث اطلع على الأعمال التي تمت خلال الفترة الماضية وخاصة بعد هطول الأمطار والسيول على جدة، والتي تجمعت خلف السد مكونة كميات كبيرة من المياه.

وأوضح فقيه أن المياه المتجمعة خلف السد الاحترازي مياه أمطار وسيول، وليست مياه لبحيرة الصرف الصحي، مؤكدا أن السد الاحترازي أثبت نجاحا في حجز الكميات الكبيرة من مياه السيول. وقال إنه لو لم يكن موجودا لاندفعت تلك المياه إلى أحياء عديدة في جدة، وسببت أضرارا بالغة.

من جهته، قال وكيل الأمين للتعمير والمشاريع المهندس علوي سميط إن الأمانة بدأت العمل منذ هطول الأمطار والسيول على تفريغ المياه المتجمعة خلف السد والتي وصل ارتفاعها إلى 14 متراَ، وذلك من خلال نظام التفريغ جنباً إلى جنب مع استمرار التفريغ من خلال الخط الناقل الذي ينتهي بقناة السيل الجنوبية مبتدئين بضخ مياه البحيرات التي تشكلت في الوادي غرب السد الاحترازي ومن ثم من البحيرة التي أمام السد في أول ربيع الأول 1431.

وأشار إلى أن كمية المياه التي كانت تفرغ يومياً تقدر بحوالي (170-185 ألف متر مكعب) منها من 140 إلى 150 ألف متر مكعب من خلال نظام التفريغ إلى البحر منذ أول ربيع الأول، ومن 30 إلى 35 ألف متر مكعب من خلال الخط الناقل إلى قناة السيل الجنوبية منذ 12 ذي الحجة 1430.

وقال إن تفريغ كامل الماء في تلك البحيرة انتهى أمس وبقيت طبقة سطحية من الطمي يبلغ ارتفاعها حوالي متر، يمكن الاستفادة منها في أغراض الزراعة.

وكانت تقارير فريق شركة جدة الميداني للمتابعة والمساندة الفنية السابقة، أشارت إلى توقف التفريغ بتاريخ 1431/5/16 من خلال نظام التفريغ الذي أنشئ، والذي يبدأ من النقطة السفلى لباب السد الاحترازي، وذلك لانخفاض مستوى الماء في البحيرة عن النقطة المذكورة، واستمر التفريغ منذ تلك اللحظة من خلال واحد من المشاريع الثلاثة العاجلة التي أنشأتها الأمانة لتلافي مخاطر بحيرة الصرف الصحي، واعتمدت تكاليفها من قبل المقام السامي. وأكد سميط توقف السحب والضخ من خلال الخط الناقل الشمالي بشكل نهائي اعتبارا من السبت 7 رجب الجاري، موضحا أن الضخ يتم كل عدة أيام للمياه الجوفية التي تظهر في المنطقة من السد الاحترازي إلى سد السامر وبكميات قليلة. كما تم إيقاف ست من المضخات، وبقيت واحدة فقط تعمل، وكذلك أوقفت ثلاثة مولدات، وأبقي مولد واحد يعمل، فيما تجري صيانة المضخات لتكون جاهزة متى لزم الأمر. وأفاد أنه منذ بدء عملية تفريغ البحيرة التي تشكلت من السيول الأخيرة أمام السد الاحترازي، تم تفريغ أكثر من 20.1 مليون متر مكعب، مؤكدا انحسار طول بحيرة السد الاحترازي الذي سبق أن امتد نحو 5 كيلومترات شرق السد تماماً.