في الوقت الذي طافت فيه أعداد غفيرة من الجماهير وهي ترفع الأعلام وتنفخ أبواق الفوفوزيلا شوارع وسط مدينة كيب تاون خلال مباراة افتتاح بطولة كأس العالم بجنوب أفريقيا التي جمعت بين جنوب أفريقيا والمكسيك، جلست سيدتان بهدوء وسط هذا الصخب وهما في حالة حزن.

لم يكن السبب في حزن هاتين السيدتين عدم شغفهما بكرة القدم، بل لأنهما وقعتا فريسة لشركة نرويجية تدعى "يوروتيم" باعت لهما تذاكر عبر الانترنت لحضور مباراة فرنسا واوروجواي التي جرت في نفس الليلة من هذا اليوم.

وقالت إحدى هاتين السيدتين وهما في أوائل الأربعينيات من العمر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بشرط عدم الكشف عن هويتها "لقد دفعنا 860

دولارا مقابل شراء تذكرتين من موقع "يوروتيم دوت إنفو". وأضافت "أدركنا فقد أن هناك شيئا خطأ عندما لم نتمكن على الإطلاق من الحصول على تأكيد رسمي".

وهاتان السيدتان هما من بين مئات الأشخاص الذي سقطوا ضحايا لشركات تبيع تذاكر مزيفة لحضور مباريات كأس العالم.

وقدرت صحيفة " صنداي تايمز" الجنوب أفريقية التي جمعت روايات من أشخاص فقدوا أموالهم بأن أكثر من 854 ألف دولار استنزفت حتى الآن بسبب عمليات النصب والاحتيال وشراء التذاكر المزيفة في كأس العالم.

ويبدو أن "يوروتيم" تأتي في صدارة الشركات التي باعت هذه التذاكر المزيفة.

وقد حصل بالفعل العديد من الأشخاص في جنوب أفريقيا الذين اشتروا التذاكر من "يوروتيم" على تذاكرهم، لكنهم اكتشفوا أنه لا يمكنهم استخدامها لأنها لم تباع عبر الشركة السويسرية "ماتش" المفوضة بطبع التذاكر.

وردا على سؤال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، نفى الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" أي مسئولية له عن الخسائر المالية نتيجة حالات النصب

المذكورة، وقال في بيان إن "فيفا وماتش أصدرتا تحذيرات عديدة للجماهير بعدم شراء تذاكر أو مستلزمات الضيافة من مصادر غير رسمية".

لكن هناك من يرى أن على "الفيفا" تحمل مسئولية أكبر ، ويقول هوجو جرينفالد الذى اشترى ستة تذاكر ليكتشف انها تحمل أسماء خاطئة أو لا

تحمل اسماء على الأطلاق في تصريح " لصنداي تايمز" "أقر بأنني كنت ساذجا واتحمل المسئولية، لكن يجب على الفيفا أن تتحمل بعض المسئولية عن ذلك هؤلاء الأشخاص يعلنون بشكل علني عن التذاكر، كيف لا يمكن للفيفا أن تتخذ

إجراء وتحذر العالم حول هذا الأمر؟".

وتؤكد الفيفا أنها تراقب مواقع الانترنت الخاصة بالشركات التي تقدم عروضا غير قانونية وتعمل مع أجهزة دولية لإغلاقها.

وحيث أن موقع "يوروتيم دوت انفو" لا يزال يعلن عن تذاكر ومستلزمات سفر تقدر قيمتها بآلاف الدولارات لحضور المباريات المتبقية من البطولة بما فيها النهائي، فإنه يبدو أن الفيفا لم تحرز تقدما كبيرا في جهودها للتصدي لهذه الشركات.