أحب إبراهيم ناصر الفصام الرسم والتلوين منذ نعومة أظفاره، والتحق بمعهد التربية الفنية في الرياض وتخرج فيه عام 1975، وبعد تخرجه عمل في مطابع الحكومة والأوراق ذات القيمة التابعة لوزارة المالية والاقتصاد الوطني مصمما لمدة سنتين، وانتقل بعدها إلى وزارة التربية والتعليم معلماً لمادة التربية الفنية، ثم انتقل إلى معهد العاصمة النموذجي مشرفاً تربوياً.

وخلال هذه المدة مارس الفصام الرسم والتصوير مجرباً الكثير من التقنيات التصويرية إلى أن استقر على دراسة التراث وتوظيفه في العمل التشكيلي.

وقد ساعده اطلاعه على بعض الملتقطات الأثرية خلال حقب زمنية مختلفة داخل الأراضي السعودية على توظيفها داخل نصوصه البصرية وفق أسلوب محدد ورؤية جمالية تخصه، فقد استحضر الفصام في نصوصه كثيرا من الرسوم الصخرية، والنقوش الكتابية حتى باتت تمتلئ بها سواء أكانت إنسانية أم حيوانية أم أشكالا مجردة قدمها في قالب معاصر وفق تقنية لونية تؤكد قدم هذه العناصر والرسوم التي استحضرها، شأنه في ذلك شأن كثير من الفنانين العرب الذين استحضروا جوانب من الملتقطات الأثرية والكتابات والنقوش الصخرية في نصوصهم التشكيلية، أمثال: الفنانة والناقدة الدكتورة آمنة النصيري، والفنان الدكتور إياد المصري. غير أن تجربة الفصام تعد امتدادا لتجربة سابقة وظف من خلالها الموروث التقليدي المعماري، وما يرتبط به من موتيفات شعبية، وشخوص تصور الألم، والعناء، وأحياناً البؤس والفقر.

وهو ما تؤكده الباحثة ليلى المنصور في رسالتها العلمية بقولها: يبدو الفصام في تكويناته الفنية معتمداً على العناصر الزخرفية بصورة أساسية، إذ يستخدم بعض الوحدات الزخرفية، مثل: الزخارف النجمية، والزخارف المعمارية الأخرى، ويؤلف بين كل هذه العناصر بأسلوب تجريدي مشوب ببعض القيم الأكاديمية، معتمداً على قيم الغامق والفاتح في إبراز الشكل والإيحاء بقليل من البعد الثالث بالدرجة التي تحفظ للشكل كيانه واستقلاليته، وكذلك موقعه من الشكل المجاور.

أما ألوانه، فيقول عنها الفنان التشكيلي والكاتب عبد الجبار اليحيا "اختار الفنان اللون البني (المعتق) ونجح في توظيفه لأن يرمز للقدم أو التاريخ ". وبرغم تشبع الفصام بالتراث إلى حد كبير، إلا أنه لم تغب عن نصوصه بعض القضايا السياسية ذات الهم الإسلامي المشترك، كالقضية الفلسطينية، ومعاناة شعب البوسنة والهرسك، وغيرها من القضايا التي تصور معاناة المسلمين، وما يتعرضون له من اضطهاد في شتى بقاع العالم.

يذكر أن الفصام المولود في مدينة الدرعية عام 1955، هو عضو مؤسس لجماعة ألوان للفنون التشكيلية، وله عدة مقتنيات، ومنها جدارية بمطار الملك فهد الدولي في الدمام. ومثل المملكة في عدة مناسبات تشكيلية، منها: معرض 25 فبراير في الكويت، ومعرض البينالي الدولي العاشر للرسم والطباعة عام 2001م في تايبيه، والإشراف على جناح الفنون التشكيلية المقام ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي السعودي بمدينة الرباط في المملكة المغربية، والمشاركة في معرض الفنون التشكيلية ضمن فعاليات الأيام الثقافية السعودية المقامة في كل من الجمهورية التركية، ومملكة البحرين عام 2007، وحصل على الجائزة الأولى في المعرض السابع عشر للمقتنيات للفنون التشكيلية.

كما أن له مشاركات كثيرة، أبرزها: المعرض الجماعي الأول للفنانين التشكيليين المقام على صالة المعارض العالمية بمدينة الرياض، ومعرض الفن السعودي المعاصر الثالث، ومعرض الفن السعودي المعاصر الرابع، ومعرض المقتنيات الخامس, ومعرض 25 فبراير في الكويت، والمعرض التشكيلي الخليجي المتجول من قبل دائرة الثقافة والأعمال لحكومة الشارقة.