لم تكن الطاولة الخشبية المستطيلة الشكل في أحد المطاعم بمدينة الخبر مجرد طاولة لتناول الطعام فقط، بعد أن بدأ يلتف حولها عشرات الأشخاص صباح كل خميس على مدار 5 أسابيع متتالية. بل تحولت طاولة المطعم إلى تجمع شبابي دفعه حب النجاح والرغبة في الوقوف بثبات على أسرار النجاح متناولين أساسياته مع فطورهم الأسبوعي ليضفي على وجبتهم الصباحية نكهة خاصة مفعمة بالأمل والأفكار الجدية تدفعهم لتحقيق أهدافهم الحياتية للصعود على سلم النجاح تدريجياً . وقد أطلق الشباب على تجمعهم اسم " فطور الناجحين" ليكون محفزا لهم على تحقيق أهدافهم.
ويقول صاحب الفكرة الشاب عمر عثمان إن فكرة الإفطار بدأت قبل عام تقريباً عبر لقاء عابر لمجموعة من الأصدقاء يعشقون الاستمتاع بفترة الصباح، فأصبحنا نجتمع كل أسبوع في المطعم نفسه نتناول الفطور ونتجاذب أطراف الحديث بشكل عادي جداً حتى طرأت ببالي تقنين الفكرة وتنظيمها لتصبح أكثر فاعلية ويستفيد منها عدد أكبر ممكن من الشباب فابتكرت فكرة فطور الناجحين وتتمحور حول نظرية" inspiration "أي الإلهام والتحفيز . وأضاف أن فكرة الفطور هو لقاء اجتماعي أسبوعي يهدف إلى تبادل المعرفة ومشاركة قصص النجاح لتحفيز الحضور نحو تحقيق النجاح في حياتهم . ويتم ذلك عبر استضافة شخصيات ناجحة من المجتمع في الفطور حيث يكون في كل لقاء ضيف ناجح في مجاله وله تجربة يستعرضها ويشارك بها الحضور حيث تمتد مدة اللقاء إلى ساعتين من الـ 9وحتى 11 ظهرا مقسمة على النحو التالي ( نصف الساعة الأولى للتعارف ثم نصف ساعة حديث للضيف ثم نصف ساعة أسئلة من الحضور ثم نصف ساعة عرض لأحد كتب النجاح وتطوير الذات المتميزة وتتم مناقشة بعض الأفكار التي وردت في الكتاب ويكون لها علاقة أيضا بقصة الضيف)
وعن كيفية اختيار ضيف اللقاء والمكان أوضح عمر أنه يتم اختيار شخصية ناجحة في أي مجال سواء الاجتماعي أو الأكاديمي أو الوظيفي أو الدعوي أو الحكومي أو غيره فالفكرة الرئيسية هي معرفة كيف حقق هذا النجاح لكي يستنبط منها قواعد النجاح في الحياة. وبين أن عدد الحضور في اللقاء الأول لم يتجاوز 3 أشخاص ليصل إلى 25شخصاً في آخر لقاء, منوها بأن الفئات العمرية للحضور تجاوزت توقعاتهم حيث إنهم كانوا يتوقعون اقتصار الحضور على فئة الشباب والطلاب ولكن فوجئوا بتنوع الحضور بين أشخاص وصلت أعمارهم إلى 50 عاما وكذلك أصحاب شهادات عليا وموظفين. وأشار إلى أن سبب اختيارهم مكانا عاما للقاء هو سهولة التنسيق أولا وتوفر المكان بدلاً من حجز قاعات الفنادق المكلفة نوعا ما, وثانيا لأن الدعوة عامة للجميع فأحببنا أن لا يكون هناك تكلف في اللقاء وأردناه أن يكون بسيطاً جدا ولكي تكون الفائدة أكبر نقوم بعمل تقرير مختصر عن اللقاء ونشره مع الصور على الإنترنت ليستفيد منه من لم يحضر وتتسع دائرة التأثير.
وأكد عمر ملاحظته لشدة الحاجة لإبراز الشخصيات الناجحة في المجتمع لأنهم بالفعل قدوات تحتاج أن يسلط عليها الضوء, خصوصا أن مجتمعاتنا العربية تعيش حالة من الانهزامية والتخلف في كثير من ميادين الحياة والنظرة السائدة أن النجاح من ثقافة الغرب فقط لأن بيئتهم تساعدهم على ذلك , بينما يوجد لدينا ناجحون من نفس بيئتنا ومن نفس ظروفنا استطاعوا أن يصلوا إلى أعلى الإنجازات و لذلك يكون تأثيرهم فينا أكبر. وأشار إلى رغبته في نشر فكرة فطور الناجحين في كل مكان خاصة أن بعض الشباب والبنات أبدوا على موقع الـ"فيس بوك" رغبتهم في تنفيذ الفكرة في أماكن إقامتهم.