انقسم قادة السياسة الذين يجتمعون حاليا في مدينة تورونتو الكندية حول كيفية إنعاش الاقتصاد العالمي، إلا الانقسام لم يتوقف عند حد السياسيين إذ انقسم كبار الاقتصاديين في العالم بنفس الطريقة التي انقسمت فيها الدول.

ويوضح باري إيكنجرين أستاذ الاقتصاد بجامعة كاليفورنيا في بيركلي وأحد أشهر المؤرخين للنظام المالي العالمي، أنه لا يتوقع أن تسفر قمة مجموعة العشرين عن شيء نظرا لأن قادة العالم في 2010 المجتمعون اليوم ليسوا متفقين حول تشخيص الاسباب التي أدت إلى المشاكل الاقتصادية التي يريدون حلها، وبالتالي فإنه من الصعب أن يتفقوا على ما هو المرض الذي يريدون علاجه.

وقال إيكنجرين في حوار مع محطة راديو بلومبيرج الأمريكية: إنه "قبل عامين كان لدى القادة تصور مشترك بأن الاقتصاد العالمي على حافة الانهيار، وهناك حاجة لتحفيز الاقتصادات من خلال الإنفاق الحكومي، أما اليوم فإن القادة على طرفي المحيط الأطلسي لديهم تشخيصات مختلفة".

أما أستاذ الاقتصاد في جامعة ستانفورد جون تايلور فقد طالب من خلال تصريحات إلى وكالة بلومبيرج الدول الأوروبية بالتخلي عن وجهة النظر الأمريكية التي تدعو إلى المزيد من الإنفاق الحكومي. وأضاف تايلور الذي كان يشغل منصب وكيل وزير الخزانة الأمريكية خلال فترة الرئيس جورج بوش الابن: أن العجوزات التي تعاني منها الاقتصادات الكبرى إضافة إلى حجم ديونها وصل إلى مستوى كبير الآن، ولذلك يجب التركيز على السيطرة على هذه العجوزات بدلا من التفكير في المزيد من الإنفاق.

من ناحيته أوضح كبير الاقتصاديين الدوليين في شركة إنفستكو لإدارة الأصول، جون جرينوود في حوار مع تلفزيون بلومبيرج الاقتصادي أن الحكومات الأوروبية وصلت حاليا إلى ذروة العجز في ميزانياتها، ولهذا فإن الأسواق غير متشجعة لفكرة اقتراض أوروبا المزيد من الأموال للإنفاق على اقتصادياتها.

ويقول جرينوود: إن موقف الولايات المتحدة الذي تدعمه لا يزال سليما، فالديون الحكومية لم تتفاقم مثل أوروبا، كما أن القطاع الخاص يجب أن يعاود نموه هناك والتحفيز الحكومي مهم لتحقيق هذا الجانب.

ويرى جرينوود أن القادة لن يصلوا إلى حلول كاملة خلال اجتماع مجموعة العشرين إلا أنهم سيصلون بالتأكيد إلى حلول وسطية ترضي كل الأطراف.

ويوضح كبير الاقتصاديين في الأهلي كابيتال الدكتور يارمو كويتلاين لـ"الوطن" أنه رغم السيطرة الواضحة للعالم الغربي على مجريات الاقتصاد العالمي إلا أن هذه القمة أوضحت أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه الاقتصادات الناشئة لإنعاش الاقتصاد وهو ما دفع الدول الغربية إلى محاولة إقناعها إلى تحمل جزء من تكاليف إصلاح النظام المالي العالمي.