كم كانت جميلة تلك الوحدة الوطنية التي تجلت إبان ثورة "25 يناير" في ميدان التحرير في مصر. ولكن الذين ساءهم هذا التحالف الوطني الواسع الذي أسقط النظام السابق، لم ينفكوا يحاولون إجهاض الثورة العظيمة مرة بواسطة البلطجية على ظهور الخيل والجمال، ومرة عبر افتعال التظاهرات المتنقلة في طول مصر وعرضها.
كان قادة الثورة القابعون وراء أجهزة الكمبيوتر أذكى ممن حكم بالقمع عقودا من الزمن، وكان الشعب المصري تواقا إلى الحرية رغم كلفتها المادية الباهظة على الكثير من العائلات الفقيرة، وامتدت الغيرة الشعبية على الأمن عبر اللجان التي حلت مكان الشرطة في الكثير من الأحياء والمواقع، واستطاعت أن تفشل الكثير من عمليات السرقة لمواقع أثرية كثيرة، منها المتحف الوطني على سبيل المثال.
إلا أن الثورة المضادة، بما تمتلكه من وسائل ضغط لم تيأس، واستنبطت من بنات أفكار منظر القمع في المرحلة الماضية الوزير السابق حبيب العادلي كيف يمكن التلاعب على المشاعر عبر تأجيجها بالضرب على الوتر الطائفي الذي استفاق بسرعة بعد حادثتي منشية ناصر وحلوان.
خلال فترة الثورة ،أي منذ 25 يناير إلى 11 فبراير، تاريخ سقوط النظام، لم تسجل أية حادثة طائفية، وكان ميدان التحرير يعج بالجميع ومن كافة الطوائف. فما الذي تغير يا ترى؟
السؤال برسم من دبر الحوادث الأخيرة. والجواب لدى المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يجب أن يضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه إيقاظ الفتنة الطائفية.