لم أتهم مسؤولي المؤسسة العامة للخطوط الحديدية بأنهم لصوص والعياذ بالله.. ولم أقل إنهم فاسدون.. ولم أطالب بمحاسبتهم.. ولم أستعدِ عليهم الجهات الرقابية، ولا الشعب.. مستحيل أن أفعل ذلك.. هؤلاء مواطنون مجتهدون والله حسيبهم.. كل الذي تساءلت عنه هو التكلفة المبالغ فيها جدا لمشروع نقل مسار الخط الحديدي خارج النطاق العمراني لمدينة الهفوف..!

من حقي كمواطن ـ قبل أن أكون صحفياً ـ أن أعرف أين ستذهب مئات الملايين المرصودة لنقل مجموعة قضبان حديدية من مكان لمكان آخر.. فأنا أعرف كثيرا من المشروعات التنموية التي تحتاج لهذه المبالغ، وخاصة التي تعنى بالصحة والتعليم، وهي أهم كثيرا إذا تحدثنا عن ترتيب الأولويات..

لكن يبدو أن لدينا جهات ـ أو مسؤولين لا فرق ـ يرون أنفسهم فوق النقد، وبالتالي يثورون ويغضبون حينما "يجرؤ" عليهم المواطن!

اطلعت يوم أمس على نسخة وصلتني من تعقيب لمعالي الرئيس العام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية، يقول فيه بالنص: "إننا نأسف للأسلوب الذي يقوم على تسطيح النظرة لمشروعات مهمة وكبيرة كهذا المشروع الذي اختصره الكاتب في نقل قضبان سكك حديدية من مكان لآخر دون التفات إلى طبيعته والمدة الزمنية المطلوبة لتنفيذه وهو ما يعتبر تشكيكاً في مصداقية الجهة الحكومية المنفذة والجهات المالية التي أقرت تمويله وكذلك باقي الجهات الرقابية المسؤولة عن مراقبة أداء الأجهزة الحكومية ومتابعة مشاريعها!"

علامة التعجب من الرئيس العام وليست مني، وكأنه يريد أن يبعثها لتقف جوار العلامة التي وضعتها خاتمة للمقال السابق!!

الغريب أن معالي الرئيس بعث بعدد من التبريرات التي يعتقد أنها مقنعة..ولا أظن أحداً أبدا سيقتنع بها..

الحكاية ببساطة مجموعة قضبان تم نقلها من مكان لمكان آخر.. وما زلت أتمنى ـ والله يشهد ـ أن أكون مخطئا..وسأتناول أسباب عدم قناعتي برد المؤسسة غداً