الخيارات المطروحة من قبل الغرب على ثوار ليبيا تؤكد أن لا شيء يساوي الاعتماد على النفس.
فالولايات المتحدة قدمت خيارات ثلاثة تبدأ بتسليح الثوار بقذائف الـ"آر بي جي" وتنتهي بحظر الطيران الحربي الليبي فوق ليبيا مرورا بتدخل عسكري ضد قوات العقيد معمر القذافي.
فالذي يسعى إلى المساعدة لا يعلن عنها، بل ينفذها بالسر، هذا إذا كان العمل بسيطا، فكيف إذا كان تدخلا عسكريا سيؤدي إلى قلب نظام حكم وتغيير استراتيجيات في العالم.
كل الذين تحدثوا من الليبيين على شاشات التلفزة الكثيرة، من مسؤولين داخل الحركة الاحتجاجية، أكدوا أنهم لا يريدون تدخلا أجنبيا في بلادهم، وخاصة أميركيا، وأنهم سيعملون بأنفسهم على إزاحة النظام، لأنه باعتقادهم سيؤدي هذا التدخل إلى انفراط عقد الثوار والاعتماد على الغير. ليس هذا فقط، وإنما شق صفوفهم عبر اعتبارات المتدخل التي لا تمت بصلة إلى واقع الحال.
يسعى معمر القذافي وأبناؤه وبطانته عبر عمليات القصف للمدن التي خرجت من تحت سلطانه، إلى استجداء التدخل العسكري الخارجي، لكي يظهر أمام الليبيين أنه من يدافع عن البلاد، ولكن ما يريده ثوار ليبيا من المجتمع الدولي ليس طائراته وبوارجه ودباباته، يريد فقط ضغطا سياسيا على النظام الليبي من أجل أن يتنحى ويحقن الدماء.
يفضل الثوار في ليبيا أن تعالج قضاياهم داخل المنظومة العربية التي تمثلها الجامعة العربية، برغم الهوان والضعف الذي أصابها، عبر نظرية "الأقربون أولى بالمعروف".