يبدو أن الانقسام بين الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي حول أفضل الطرق للنهوض من الأزمة الاقتصادية قد اتسع بشكل متزايد أمس في العد التنازلي الأخير لاجتماعات أكبر الاقتصادات العالمية. وقد أطلقت دول الاتحاد الأوروبي سلسلة واسعة من تخفيضات الميزانية في الأسابيع الأخيرة في محاولة لإقناع الأسواق والناخبين باستقرارها. لكن المسؤولين الأمريكيين يعربون عن قلقهم من أن الحماس الكبير في القيام بهذه التخفيضات يمكن أن يعرقل النمو لاحقا. وقال وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جايتنر: "إن عملنا يتمثل في التأكد من أننا نجتمع هناك للتركيز على هذا التحدي المتعلق بالنمو والثقة لأن النمو والثقة يحتلان أهمية قصوى". وجاءت تصريحات جايتنر عقب افتتاح قمة مجموعة الثماني مباشرة، التي تضم الاقتصادات الرائدة: بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا والولايات المتحدة. ومن المتوقع أن تكون استجابة مجموعة الثماني إزاء الأزمة المالية من بين القضايا الرئيسية التي ستطرح على القمة. وتحرص الولايات المتحدة على ألا تترنح الدول الغنية سريعا فيما يتعلق بإنفاقها وقت الأزمات، من منطلق المخاوف من أن يتسبب ذلك في إثارة ركود كبير على غرار ذلك الذي شهدته الولايات المتحدة في ثلاثينات القرن الماضي. لكن دول الاتحاد الأوروبي تبدي قلقها إزاء مشكلات الديون التي تطال اليونان وإسبانيا والبرتغال وتضع تركيزها على تقليص عجز موازناتها. وكتب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مقالا في صحيفة "جلوب أند ميل" الكندية قال فيه: "يتعين أن تكون هناك مرونة للدول في العمل، مع وضع ظروفها الداخلية في الاعتبار.. لكنني أعتقد أنه يتعين علينا جميعا البدء بوضع خطط لجعل تمويلاتنا الوطنية تحت السيطرة". ويقول مسؤولو الاتحاد الأوروبي: إن التخفيضات الأوروبية لن تعرقل النمو، مشيرين إلى أنه ينبغي على جميع الدول أن تبدأ بخفض عجزها بحلول العام المقبل على أقصى تقدير.