في ديننا الحنيف رفع القلم عن ثلاث : النائم حتى يستيقظ والصغير حتى يكبر والمجنون حتى يعقل ويفيق . بمعنى أن هذه الفئات الثلاث غير محاسبة على أفعالها دينيا أو اجتماعيا، ولكن في ثقافتنا حلت فئة رابعة لم تعد محاسبة على تصرفاتها ، إنها فئة محظوظة تنال ما تشاء وتفعل ما يحلو لها دوما كل ذلك رغم عدم وجود مبرر وجيه سوى أنه يُطلق على أصحابها " ذكور" ! تتمركز هذه الفئة في أوساط الجزيرة العربية وتتلقى الدعم من أفراد المجتمع المحيط بها , الذكور منهم و الإناث على حد سواء , وذلك لأن الذكورة بالنسبة إليهم شافعة لكل تصرفاتهم ، فهم يرددون دوماً تلك القاعدة الشهيرة التي يعتزون بوراثتها كابرا عن كابر " الرجال ما يعيبه شيء" الرجل لا يعيبه شيء... مقولة نسمعها منذ زمن، وقد تجاوزت ذلك وأصبحت قناعة في ثقافة شريحة كبيرة في المجتمع ، وهذه القناعة تنعكس على الجنس الآخر التي ترى هذه الثقافة أن العيب يتربص بهن في كل حركة وسكنة.
فهذه القاعدة عكست بصورة صريحة – ومخجلة- نظرة ذاك المجتمع إلى الرجل والمرأة , وفتحت للرجل باب الانحلال والتخبط على مصراعيه بحجة "ما يعيبه شيء" فهاهو يعيث في الأرض فسادا , يسافر أنى يشاء من باب اطلب "الفساد" ولو في الصين , وينكح ما طاب له من النساء مسيارا أو مسفارا أو مطيارا , دون وجود أي ضوابط من قبل المجتمع ! لا عجب إذن في اختلاف الفتاوى في مجتمعنا عن بقية المجتمعات الإسلامية سواء المعاصرة منها أو السابقة .. وخاصة فيما يتعلق بالعنصرية ضد المرأة فالرجل السعودي العالم أو الجاهل , المتدين أو غير المتدين , تربى ونشأ على قاعدة "الرجل ما يعيبه شيء" .