دفعت البطالة بين الفتيات السعوديات التي وصلت إلى عدد منهن إلى البحث عن أفكار ووظائف غريبة ومثيرة في نفس الوقت، لشغل وقت فراغهن وذلك بعد أن مللن الانتظار في البيت لوظيفة لا تأتي إلا متأخرا , وقد شكلت مجموعة من الفتيات مؤخرا فريقاً لتنسيق وتنظيم الحدائق وتنفيذ حفلات للأطفال وأعياد الميلاد ، وتصميم ديكورات للمنزل والحفلات.

وتقول المشرفة على المشروع ومبتكرته إيمان القحطاني: لقد اخترت هذا المجال من العمل نظراً لحاجة المجتمع والميدان التربوي لمثل هذا النشاط الذي يعتبر غير موجود في منطقة عسير ، وأول فكرة انطلقت بها في مشروعي كبداية وتجربة لتقبل المجتمع لنا هي تفعيل الشخصيات الكرتونية في أحد حفلات نهاية السنة بأحد القطاعات الحكومية، وقد نجحت الفكرة ومنها توسعت مجالات العمل لدينا وبدأنا بأفكار جديدة لم تكن موجودة في السابق.

وأضافت الذين ساعدوني في مشروعي هم الأهل , فقد وقفوا بجانبي معنوياً ومادياً حتى اشتهر المركز وفريق العمل وأصبحنا في كل مجال ومكان.

وعن الإقبال عليهن قالت ممتاز ، حتى لم يعد لدينا وقت للراحة بل أصبح العمل متواصلاً ، مضيفة لم نجد حتى الآن ولم نسمع بأي اعتراضات على مشروعنا وليس في عملنا شيء يدفع للاعتراض.

وأضافت إيمان بعد أن تقدم المشروع في أعمال ومجالات كثيرة قررنا أن نطلق عليه مسمى (مزايـا) ، وجعلنا له اسما يوافق ويطابق معناه وأصبح اسم مشروعنا وفريق عملنا فريق "مزايا" ،

وعن العاملين في هذا الفريق قالت: لدينا الآن 15 موظفة ولله الحمد وهن في مراحل دراسية مختلفة وخريجات جامعيات وأميات وغيرهن، وتم اختيارهن بدقة وإتقان ليتناسبون مع العمل والأنشطة لدينا ، لأنها مسؤولية كبيرة.

وعن الصعوبات التي واجهت إيمان وفريقها قالت لم تكن هناك صعوبات تعيق العمل أبدا بل إنني اسميها عثرات نجاح ولكنها ذهبت ودائما لا بد من وجود عثرات في أول الطريق في أي عمل.

وتحدثت إيمان عن طبيعة عملهن فقالت نحن كفريق عمل نقوم في مشروعنا بعمل عدة أنشطة منها (حفلات أطفال وحفلات تخرج وتصميمات منوعة وتصميم ديكور مدارس وتزيين الفصول وتصميم منازل وديكوراتها إضافة إلى تنظيم ملتقيات وتأجير أجهزة وأدوات وتصميم وتزين وتنسيق حدائق منزلية وغيرها من الأعمال المتنوعه في مشروعنا).

وعن الأسعار في هذه الأنشطة المتنوعة قالت: إن أسعارنا معقولة ومناسبة جداً لجميع الطبقات ، وقد خصصنا أيضا أسعارا رمزية لدور التحفيظ والجمعيات الخيرية ، ولله الحمد العائد من هذا المشروع وتلك الأعمال جيد إلى حد ما، لكنها أحيانا قد لا تغطي تكاليف العمل ولكننا نسدد ونقارب لسد حاجات العميلات وخدمتهن لهن.

واستطردت إيمان قبل أن أبدأ في المشروع قمت بعمل دراسة عن مدى جدوى احتياجات المجتمع لهذا النوع من الخدمات وخاصة في عسير ووجدت أن الجميع بحاجة لمثل هذا المشروع فقررنا الانطلاق ، وأصبحنا الوحيدات في المنطقة المتخصصات في تلك الأنشطة.

وقد لقيت التشجيع من الجميع وبعض الشخصيات البارزة في المجتمع وسيدات المجتمع أيضا، والآن يساندني والدي وبعض الإخوان في مشروعي لأننا مهما كان نحتاج إلى رجل معنا لتلبية متطلبات العمل.

وتتطلع إيمان لتطوير المشروع إلى مصنع وأن تقوم بتوفير فرص عمل لجميع من هن بحاجة لتنمية مهاراتهن.

واستكملت حديثها بقولها إن أكبر مكسب افتخر به حتى الآن هو حصولي على رضا المجتمع عن خدمتنا وهو فخر ووسام شرف.

وقد طلب مني بعض المسؤولين رؤية أعمالي فقمت بعمل "CD" يحتوي عرض فلاش مميزا وتم تقديمه لنائبة وزير التربية والتعليم لشؤون تعليم البنات نورة الفايز وكذلك مدير التربية والتعليم بمنطقة عسير الدكتور علي الموسى.

وعن المكان الذي يقوم فيه فريق العمل بتجهيز الأعمال المطلوبة منه , خاصة أعمال الديكور وغيرها التي تحتاج لمساحة وتجهيزات سابقة قالت نعدها جميعاً في المكتب لدينا وقد خصصنا غرفة خاصة لتلك الأعمال بتعاون طاقم العمل وعندما نجد صعوبة نلجأ إلى اختصاصيين في المجال المطلوب ، ولكن لم يصادفنا مثل هذا الأمر حتى الآن ، جميعها من عملنا وجهودنا، وفي ختام حديثها مع "الوطن" قالت إيمان إنني وبعد التجربة أنصح جميع من هن في سني من الفتيات الشابات بالتوجه للمشاريع والعمل الحر لأنهما يعطيان شعورا رائعا وإحساسا بالمسؤولية وبراحة نفسية لخدمة المجتمع. وأوجه النصيحة لجميع الأهالي بتنمية مهارات بناتهم والوقوف بجانبهن ومساندتهن , فهناك عقول نيرة كثيرة. وقد اكتشفت عدة مواهب أثناء عملي ولم أصدق أنها بالمملكة، ولكن كان الأهل العائق أمامها. كما أنصح المقبلات على المشاريع بعمل دراسة جدية قبل البدء فيها لأنها ضرورية، والوقوف عليها بأنفسهن وبتواجدهن الدائم حتى يعرفن نقاط القوة والضعف في مشاريعهن.