أصدر مجلس وزراء الإعلام العرب في ختام اجتماعاته بالجامعة العربية في القاهرة عدداً من التوصيات أهمها الموافقة على مقترح المملكة العربية السعودية بإعداد مسودة إستراتيجية إعلامية عربية مشتركة لمواجهة ظاهرة الإرهاب، وذلك من خلال أحد المراكز البحثية السعودية المتخصصة، على أن ترسل هذه المسودة إلى الدول العربية الأعضاء لإبداء مرئياتها ومقترحاتها عليها، ثم تقوم المملكة بإضافة هذه المقترحات لتعرض مسودة الإستراتيجية بعد ذلك على اللجنة الدائمة للإعلام العربي في اجتماعها القادم تمهيدا لرفعها إلى مجلس وزراء الإعلام العرب.

وكان المجلس قد أنهى أعمال دورته الـ43 أول من أمس برئاسة وزير الاتصال الموريتاني حمدي ولد محجوب ومشاركة وزراء الدول العربية الأعضاء بالمجلس.

ورأس وفد المملكة العربية السعودية إلى أعمال الدورة وزير الشؤون الاجتماعية وزير الثقافة والإعلام بالنيابة الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين.

وقرر مجلس وزراء الإعلام العرب تأجيل البت في إنشاء مفوضية الإعلام العربي في المرحلة الحالية إلى حين نظر القمة العربية لوثيقة تطوير منظومة العمل العربي المشترك.

وطلب المجلس من الأمين العام للجامعة العربية عرض وجهات النظر التي أثيرت في هذا الاجتماع بشأن مقترح إنشاء مفوضية الإعلام العربي على القمم العربية التي ستنظر تطوير المنظومة بدءا من القمة الخماسية التي ستعقد في ليبيا الاثنين المقبل، مرحبا في هذا الشأن بدعوة مصر لعقد اجتماع تشاوري لوزراء الإعلام العرب لبحث تطوير الإعلام العربي وآلياته ومؤسساته.

وعن إنشاء مكتب تنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب أوصى المجلس باستمرار عمل اللجنة الدائمة للإعلام العربي بوضعيتها الحالية كواحدة من اللجان الفنية الدائمة لجامعة الدول العربية مع تشكيل فريق عمل من (الأردن والإمارات والسودان وسوريا والعراق وقطر ولبنان ومصر) لوضع الآليات اللازمة لتطوير عمل اللجنة وعقد دورة استثنائية للجنة الدائمة للإعلام العربي لمناقشة مرئيات الدول العربية لتطوير عمل اللجنة.

وحول مشروع قرار مجلس النواب الأمريكي بتصنيف مشغلي الأقمار الصناعية كمنظمات إرهابية في حال التعاقد مع القنوات الفضائية التي تصنفها واشنطن كمنظمات إرهابية قرر الوزراء تشكيل فريق عمل من الخبراء القانونيين والإعلاميين لوضع تشريعات عربية تكون على غرار التشريعات الأوروبية تعمل على حماية الاستثمارات العربية في مجال الأقمار الصناعية.. وأكدوا على احترام الدول المانحة تراخيص البث الفضائي والشركات المشغلة للأقمار الصناعية للمعايير والضوابط الخاصة بالبث الفضائي.

وجدد وزراء الإعلام العرب التأكيد على ضرورة مكافحة التطرف والعنف والطائفية والإرهاب والتحريض عليها مع التمسك بحرية الإعلام والدفاع عنها ورفض محاولات التضييق عليها مع ضرورة التمييز بين الإرهاب وحق الشعب العربي في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدوا في توصياتهم وقراراتهم الختامية على ضرورة إجراء تقييم للخطة الجديدة للتحرك الإعلامي في الخارج وإظهار المعوقات التي تعترض انجازها وإعداد تقرير لعرضه على الدورة القادمة للمجلس.. ووافقوا على استضافة قطر للموقع الإلكتروني العربي على شبكة الإنترنت والذي سيعمل على التعريف بالقضايا.

وشدد الوزراء على ضرورة الاستمرار في دعم القضية الفلسطينية إعلاميا من خلال وضع سياسة إعلامية عربية لمواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى.. داعين أجهزة الإعلام العربية إلى التركيز على ضرورة كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة وفضح أبعاد جريمة الاعتداء على قافلة الحرية ودعوة وسائل الإعلام العربية إلى تجنب كل ما من شأنه تكريس الانقسام على الساحة الفلسطينية ودعم الجهود المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية.

وفيما يتعلق بمحور "مخاطر الإعلام المذهبي والطائفي والمناطقي على حاضر ومستقبل الأمة العربية"، فقد كلّف المجلس أحد مراكز الأبحاث بإعداد دراسات وأبحاث حول مخاطر الإعلام المذهبي والطائفي لرصد كل السلبيات والاتجاهات المتعلقة بهذا الموضوع وعرض الدراسة على الاجتماع القادم لوزراء الإعلام العرب.

من جانبه، أكد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية الدكتور عبدالله الجاسر أهمية القرارات والتوصيات التي أقرها مجلس وزراء الإعلام العرب، لافتا إلى أن السعودية أسهمت بعدد من المقترحات العملية والمهمة والتي أقرها وزراء الإعلام العرب بهدف تطوير منظومة العمل الإعلامي العربي المشترك خاصة في مجال حماية الاستثمارات الاقتصادية في مجال الإعلام والتصدي لظاهرة الإرهاب من خلال جهد إعلامي عربي مشترك.

وقال الدكتور عبدالله الجاسر في تصريح له عقب ختام أعمال الدورة إن وزراء الإعلام العرب وافقوا في ختام اجتماعهم على المقترح السعودي بإعداد مسودة إستراتيجية إعلامية عربية مشتركة لمواجهة ظاهرة الإرهاب وذلك من خلال أحد المراكز البحثية السعودية المتخصصة على أن ترسل هذه المسودة إلى الدول العربية الأعضاء لإبداء مرئياتها ومقترحاتها عليها ثم تقوم المملكة بإضافة هذه المقترحات لتعرض مسودة الإستراتيجية بعد ذلك على اللجنة الدائمة للإعلام العربي في اجتماعها القادم تمهيدا لرفعها إلى مجلس وزراء الإعلام العرب.

وأوضح أن المحور الفكري للدورة الـ43 لوزراء الإعلام تم إقراره وهو "مخاطر الإعلام المذهبي والطائفي والمناطقي على المشاهد العربي وحاضره ومستقبله"، مشيرا إلى أن هذا المحور سيكون مثار دراسات وبحوث علمية ستقدم خلاصتها للوزراء العرب في اجتماعهم المقبل.

وقال وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية: إن المجلس ارتأى عدم تشكيل مكتب تنفيذي له لأنه لا يتلاءم مع حاجة الإعلام العربي في الوقت الراهن؛ لأن الإعلام العربي الحالي له شقان حكومي وخاص حيث تقرر الإبقاء على اللجنة الدائمة كما هي وتم الاتفاق على عقد اجتماع استثنائي للجنة تطوير آلية عملها بما يتلاءم مع الإعلام الحديث في الوقت الراهن.

وحول موقف الوزراء من مشروع قرار مجلس النواب الأمريكي بتصنيف مشغلي الأقمار الصناعية منظمات إرهابية في حال التعاقد مع القنوات الفضائية التي تصنفها واشنطن كمنظمات إرهابية قال الجاسر: إنه سبق للجنة الدائمة للإعلام العربي أن ناقشت هذا الموضوع وتم الاتفاق على أهمية وجود تشريعات عربية تحمي الاقتصاديات العربية في مجال الإعلام وفي مجال الأقمار الصناعية موضحا أن الوزراء اتخذوا قرارا بأن يكون هناك نوع من الدراسات والتشريعات لحماية الأقمار الصناعية العربية (عربسات ونايل سات ونور سات).