تحتل المرأة مساحة لا يمكن تجاهلها بالنسبة لأي شاعر، فهي تعتبر رمزاً ومقصداً للخيال، فمن الشعراء من وصف المرأة بالوطن ومنهم من أشار لها بالشمس.

في هذا السياق، يقول عضو نادي أبها الأدبي الشاعر حسين النجمي "مازالت المرأة منذ الزمن القديم هي ملهمة الشعراء، ولها الحضور الأكبر من خلال شعرهم خاصة وأدبهم عامة، ولذلك كان الغزل غرضا أساسيا من أغراض الشعر العربي قديمه وحديثه"، مضيفا أن الشعراء القدماء كانوا يبدؤون قصائدهم بمقدمة غزلية حتى وإن كان موضوع القصيدة في المدح أو غيره من الأغراض.

وأكد النجمي أن المرأة في الشعر حاضرة لا تغيب، فهي الأم التي يكتب عن حنانها وعطفها، وهي الأخت، والزوجة الحبيبة، والملهمة أيضا، مشيرا إلى أن الشاعر النزيه ينظر لها النظرة الإيجابية المحترمة المكرمة فيمثلها كإنسانة لها روح ومشاعر وتمثل الجانب الإنساني الذي يبحث عنه الرجل، أما الشاعر المنحرف فربما نظر لها نظرة جسدية حيوانية، فيراها سلعة يمتهنها كما تمتهن بعض الوسائل الإعلامية اليوم المرأة كسلعة لترويج أنواع معينة من السلع.

وأضاف النجمي أن الشعر يجب أن يسمو بالمرأة، ويرفع من قدرها، ويهذب سلوكها، ويظهر إنسانيتها، وينظر لها نظرة سامية لا نظرة شهوانية رخيصة.

فيما أكد الشاعر أحمد السيد عطيف أن هناك شعراء يصورون المرأة في شعرهم ويركزون على الناحية المعنوية والأخلاقية؛ أي إنها الحضن الآمن والمداوي للآلام، والبعض الآخر يصورها على حسب ما يعجبه منها كالجسد أو الشَّعر والعيون وغيرها، مضيفاً أن كلاّ من الرجل والمرأة لا يعرف قيمته الحقيقية عند الآخر.

وأكد عطيف أن قصائده لا تحوي هجاء للمرأة، بل هناك نوع من العتاب لها فقط.

واعتبر الشاعر محمد خضر الغامدي أن ارتباط الشاعر بالمرأة قديم، وتصوير المرأة في الشعر يختلف من شاعر لآخر كل حسب تصوره، ولكن أغلب الشعراء يوجد في قصائدهم ذكر للمرأة حتى لو لم تكن القصيدة تخصها؛ وحتى لو كانت القصيدة تتحدث عن الفقر أو الوطن، مضيفا أن هناك فرقا بين تصوير المرأة في الشعر القديم والشعر الحديث.

وقال خضر "المرأة ملهمة لكثير من الشعراء، ويختلف مفهوم الإلهام من شاعر لآخر على الرغم من أن زمن الإلهام ولى، ولكن المرأة تبقى شيئاً جميلاً في حياة القصيدة، وقد تكون هي الدافع لكتابة أي موضوع من مواضيع الحياة وليس قصيدة غزلية فقط، مؤكداً أن نصوصه تعتمد على نوع من السردية لذلك فيها الكثير من المواقف التي تدخل فيها المرأة، التي تعتبر مصدراً مهما في قصائده وواضحة وجلية بشكل جميل – على حد تعبيره.

وأضاف خضر أن المرأة موجودة في كل مجموعاته الشعرية، مؤكداً أنه ذكر المرأة في كل نصوص ديوانه الأول، مؤكداً أن قصيدته تجاه المرأة لا تأتي معه إلا بحالة سلام وحب، مستدركاً أنه سبق أن كتب نقدا للمرأة في حالة تخص عواطفه وانفعالاته الشخصية تجاهها، معتبراً أن المرأة في بعض الأحيان قد تكون مصدرا لنوع من الغضب.

فيما بين الشاعر مريع سوادي أن المرأة بالنسبة للشاعر هي محور أساسي في إبداعه، وهي المحرض الأول له، فيدخل في هذا التصور أي شيء له علاقة بأنثوية الحياة التي انطلقت في جانبها الأول من جانب أنثوي، فهي المحرض الأول للحب والألم والعتاب في تصوراتنا الشعرية، فهي الجزء الأساسي الذي يحاول الإنسان أن يتمثل به في كل أمور حياته.

وأشار سوادي إلى أن المرأة احتلت ثلاثة أرباع ديوانه "وشايات كروية" حيث كانت أغلب قصائده جدلية مع الأنثى، وجمالياتها، موضحاً أنه لم يسبق أن هجا أو عاتب امرأة في شعره.

وقال سوادي "مهما حاولنا - بذكوريتنا - أن نعلو على المرأة، فلابد أن نعلن لها الولاء والطاعة، فيكفي أنها تنتج وتعمل أكثر من أي رجل".