كل الأندية العربية خاضت الجولة الأولى من تصفيات بطولة أبطال آسيا لكرة القدم دون أي فوز باستثناء فريق نادي الاتحاد السعودي، الذي لعب مباراة للذكرى وصال وجال كما لم يفعل منذ زمن بالرغم من كل المشاكل التي أحاطت به خلال الفترة المنصرمة، التي خرج منها (ونتمنى أن يكون قد حدث ذلك بالفعل) أقوى وأصلب، وإن استمر على هذه الهمة والإصرار فسيكون الرقم الأصعب في هذه البطولة بالتأكيد....

للأسف كل الفرق العربية الأخرى لم تستطع أن تفعل شيئاً ولا نعرف ماذا يفعلون!! وهم أساساً يهتمون بكرة القدم فقط ويعطون الألعاب الأخرى القليل القليل من وقتهم، والمزعج حقاً هو أداء الهلال السعودي ،ولم يكن أشد المتشائمين يتوقع هذا الأداء منه أمام الفريق الإيراني، وبدا بطيئاً لا حول له ولا قوة وتستطيع مع بداية الهجمة من منطقته أن تنتهي من شرب فنجان قهوة أو كوب شاي ساخن ولم يصل إلى منطقة الخصم، والسؤال الذي يطرح نفسه بشدة: لماذا هذا الأداء من لاعبي الهلال وهم الذين شغلوا الناس بعروضهم الرائعة؟ لابد أن يكون هناك سبب لأن المسألة ليست مسألة مباراة واحدة فقط حتى نقول إنها مرة تحصل مع أكبر فرق العالم بل هي مرحلة، حتى عندما يفوز الهلال تشعر بأن أداءه لم يكن بالمستوى المطلوب؟... هل السبب الإدارة أم المدرب أم اللاعبون؟ إذ لا يعقل أن يبقى كذلك وخاصة أن البطولة ما زالت بأولها ويستطيع الهلال أن يعود إلى سابق عهده إن قرر ذلك، ويجب أن يعود إلى عشاقه ومحبيه...

وإذا كان واقع الكرة العربية في بطولة آسيا لا يرفع الرأس أبداً فإن ذلك يبدو واضحاً وجلياً أكثر على مستوى بطولة كأس الاتحاد الآسيوي التي غاب عنها المستوى في معظم المباريات، وبدت بعض الفرق بمستوى فرق كرة القدم في بطولة أحياء شعبية ما يطرح سؤالاً ملحاً: ماذا حقق الاتحاد الآسيوي منذ اعتمد هذا التصنيف بهذه الطريقة؟... وهل استطاع رفع المستوى حقاً؟... وهل استطاع إجبار الدول على تطبيق الاحتراف الصحيح؟ وأين حصل ذلك؟....

برأينا أنه لم يفعل، وإذا أراد التطوير فعلاً للفرق العربية الآسيوية فعليه أن يبحث عن طرق أخرى لأنه بهذا المنوال لن يصل إلى شيء وإن وصل فسيكون ذلك متأخراً جداً؛ في وقت تمضي فيه الكرة العالمية بخطوات متسارعة جداً، وحتى لو عملت الاتحادات العربية الوطنية والإقليمية ليل نهار لن تصل إلى ربع ما وصل إليه الآخرون.