مُدّي الحديث.. ومُدِّي لي أكوابي
واستأثري بحديثنا المتصابي
مازال في ليلي بقيّةُ أنجمٍ
مازال كأسُك عامراً بشرابِ
مازال بدر الساهرين نديمنا
يدنو بغرّتهِ على الأبوابِ
الليلُ أولهُ قصيدةُ عاشقٍ
والليل آخرُهُ ندى أحبابي
أبريل أغنية تُدَوزِنُ عمرنا
ونداكِ يا بحر الهوى أودى بي
مُدِّي الحديثَ حكايةً وحكايةً
يا قصةً لأميرةٍ في الغابِ
يا ضحكةً سَلَبَتْ فؤادي عُنوةً
نهرٌ تدفّقَ في ربى العُنّابِ
الوقتُ يشطرُ عمرنا.. نصفٌ هنا
وهناك نصفُ طفولتي وشبابي
ما بين صوتِ حقيقتي وتَوَهّمِي
رَقَصَتْ ثواني الليل في أَعْصابي
قمرٌ على طَرَفِ الأريكةِ جالسٌ
وأنا احترقتُ هُنا كعودِ ثِقِابي
عينانِ نَضَاحَانِ خَلْفَ نقابها
فَبِأَيِّ آلاءِ الهوى أَسْرى بي؟
ويدانِ مَصْقُولانِ خلف عباءةٍ
هل يسكنُ الياقوتُ تحتَ إِهَابِ؟
تمشي كأن الرقصَ يعرفُ خطوها
وتجيءُ مثلَ النخلِ فوقَ ترابي
العشبُ ينبتُ في المسافةِ بيننا
وحديثها يروي ظما أعشابي
نَزَلَ الحمامُ على غديرِ شُرُودها
وأنا نزلتُ البحرَ في جِلْبَابي
يشكو النعاسُ بعينِها أحلامَهُ
وتنامُ في أَهْدَابِها أهدابي
حَتّى إِذا طَلَعَ الصّباحُ بِعَيْنِها
آمنتُ أنّ صَبَاحَها مِحْرابي