يسعى المنتخب الإسباني بطل أوروبا إلى تأكيد تفوقه على نظيره تشيلي وتجنب المصير الذي مني به المنتخب الفرنسي "الخروج من الدور الأول"، وذلك عندما يلتقيان اليوم على ملعب "لوفتوس فيرسفيلد ستاديوم" في بريتوريا في الجولة الثالثة "الأخيرة" من منافسات المجموعة الثامنة لمونديال جنوب أفريقيا 2010.
وسيناريو الخروج الإسباني من الباب الصغير محتمل في حال لم يفز في مباراته مع نظيره الأمريكي الجنوبي "تشيلي" الذي حصد ست نقاط من مباراتيه الأوليين أمام هندوراس (1/صفر) وسويسرا (1/ صفر) التي تملك أيضا ثلاث نقاط.
وسيكون لا بديل عن الفوز بالنسبة للمنتخب الإسباني لأن التعادل سيؤهل تشيلي كمتصدرة للمجموعة وسويسرا في حال فوزها على هندوراس وهو أمر مرجح، وبالتالي سيدخل أبطال أوروبا اللقاء كما فعلوا أمام هندوراس عندما قدموا أداء هجوميا رائعا وخرجوا فائزين بهدفين لدافيد فيا الذي أضاع أيضا ركلة جزاء ليصبح أول إسباني يهدر ركلة جزاء في النهائيات لأنه ومنذ عام 1934، إذ احتسبت 14 ركلة جزاء لمصلحة "لا فوريا روخا" وترجمت جميعها بنجاح.
ووضعت سويسرا حدا لمسلسل انتصارات بطل أوروبا عند 12 على التوالي وجعلت رجال المدرب فيسنتي دل بوسكي في وضع حرج، إلا أنهم نجحوا في وضع مفاجأة الجولة الأولى خلفهم بفضل فيا الذي أصبح على بعد أربعة أهداف من راؤول جونزاليز، صاحب الرقم القياسي (44 هدفا) من حيث عدد الأهداف المسجلة مع المنتخب.
ويقف التاريخ إلى جانب المنتخب الإسباني الذي لم يخسر أية مباراة له في الجولة الأخيرة من دور المجموعات منذ 1982 عندما سقطوا على أرضهم أمام أيرلندا الشمالية (صفر/1)، لكن التاريخ لا يعني شيئا والمباريات لا تحسم على الورق أو وفقا للمعطيات السابقة، وهو ما أكده المنتخب السويسري عندما سجل فوزه الأول على الإسبان من أصل 19 مواجهة جمعتهما حتى الآن.
وقد أكد دل بوسكي بعد مباراة هندوراس أن "المهم ينتظرنا أمام تشيلي في الجولة الأخيرة من أجل التأهل إلى الدور الثاني".
وقال: "المباراة أمام تشيلي اليوم سنخوضها تحت ضغط كبير، لكن لاعبي فريقي معتادون على اللعب تحت الضغوط، فبالنسبة لهم ستكون مباراة إضافية في موسم صعب جدا".
من جهته، أكد فيا "خلقنا العديد من الفرص الحقيقية للتسجيل، وهذا أمر جيد، لكن عابتنا الواقعية في اللعب. الآن إذا تغلبنا على تشيلي سننهي الدور الأول في صدارة المجموعة".
وأضاف: "اعتقد أننا لعبنا أفضل من المباراة الأولى أمام سويسرا، حيث خلقنا فرصا عدة دون أن ننجح في هز الشباك. إنها كرة القدم".
وتابع: "نلعب دائما تحت الضغوطات، وفي المونديال لا يجب أن نستسلم، الخسارة في المباراة الأولى جعلتنا أمام ضرورة الفوز بالمباراتين المتبقيتين. نحن الآن في قمة التركيز على مباراة اليوم مع تشيلي".
وقال القائد حارس مرمى ريال مدريد إيكر كاسياس: "لست مرتاحا للغاية، صحيح أننا فزنا وكسبنا النقاط الثلاث، لكن كان بإمكاننا تسجيل أهداف أخرى، كما أننا تراجعنا إلى اللعب في الدفاع في بعض الأحيان، يتعين علينا الفوز على تشيلي فإذا تغلبنا عليها 1/صفر سيكون فارق الأهداف في صالحنا".
وقال فرناندو توريس: "أنا وفيا نفهم بعضنا بشكل مثالي، وآمل أن نتمكن من اللعب معا مجددا على الرغم من أننا نشدد على أن هذه المسألة ليست مهمة ما دام المنتخب يلعب بطريقة جيدة".
ولن تكون مهمة الإسبان سهلة على الإطلاق في مواجهة تشيلي ومدربها الأرجنتيني مارسيلو بييلسا الذي لا يريد حتى التفكير بإمكانية أن يودع منتخبه الدور الأول وفي رصيده ست نقاط، وقال: "لا أريد التفكير بما يمكن أن يحصل. الأمر الأهم على الإطلاق هو أننا سنحافظ على صلابتنا كما نفعل في جميع المباريات، اليوم سنحاول مجددا أن نظهر مواهبنا وهذه الطريقة الأفضل لمحاولة التفوق على خصومنا".
ومن المؤكد أن بييلسا الذي سيفتقده المنتخب لعب الدور الأساسي في عودة تشيلي إلى العرس الكروي للمرة الأولى بعد غياب 12 عاما.
وقال جونزاليز الذي ترعرع في جنوب أفريقيا حتى العاشرة من عمره بعد الفوز على سويسرا: "بإمكاننا الآن أن نحلم ببلوغ ثمن النهائي، لم أنجح في التسجيل خلال المباريات الإعدادية، لكن شاء القدر أن أسجل في المونديال، وهذا أمر رائع، نحن الآن على مشارف الدور الثاني".