فازت شركة سعودي أوجيه بتنفيذ مشروع مركز الملك عبدالعزيز للإثراء المعرفي "إثراء" الذي أعلنت عنه شركة أرامكو السعودية في وقت سابق بتكلفة المشروع تتجاوز 1.5 مليار ريال. وذكر مسؤول بشركة أرامكو السعودية لـ"الوطن" اشترط عدم ذكر اسمه أن شركة سعودي أوجيه بدأت بالفعل تنفيذ المشروع المقسّم على مراحل، متوقعاً الانتهاء من التنفيذ في النصف الأول من 2013. وكشف المصدر أن المشروع الواقع في الظهران يتكون من 5 مبان متصلة بعضها ببعض، بحيث يبلغ أطول مبنى 15 طابقاً، وسيضم الصرح المعماري الفريد مكتبة عامة تضم أكثر من 300 ألف كتاب ومجلد، ومتحفاً، وصالة سينما، ومركزاً لتعليم الأطفال، ووحدة للمحفوظات، وقاعةً عالمية المستوى للمؤتمرات وأداء العروض الفنية تتسع لـ 1000 شخص. وأشار المصدر إلى أن مجموعة "سنوهِتا" للهندسة المعمارية، من النرويج والتي تتخصص في المشروعات الثقافية العملاقة، قامت بتصميم المركز بعد اختيارها من قبل أرامكو السعودية في مسابقة تصميم دولية أجريت في الربع الأخير من عام 2007، وشاركت فيها مجموعة من شركات التصميم الرائدة على الصعيدين الوطني والعالمي. ووصف المسؤول المشروع بأنه أحد أكبر وأهم المبادرات الاجتماعية التي تتبناها أرامكو في تاريخها تجاه المجتمع المحلي. وتنظر الشركة إلى هذا المولود المعرفي والثقافي الجديد على أنه استثمار في تنمية أثمن ثروات السعودية، ألا وهي أجيالها الناشئة والمستقبلية، وستسعى من أجل تفعيل هذا الاستثمار، إلى جعل هذا المركز صرحا عالمي المستوى، شكلاً ومضموناً، وداعما لمسيرة التنمية في السعودية وأهلا لحمل اسم الرجل الذي ينسب إليه. وينتظر أن تعلن أرامكو رسمياً عن توقيع العقد مع سعودي أوجيه خلال الأيام القادمة، حيث قالت في وقت سابق عن التزامها بإطلاق أول مشروع حضاري تتبناه أرامكو يهدف لإثراء المعرفة وإطلاق الإبداع، والتشجيع على العمل التطوعي، وتعزيز التواصل بين الحضارات والثقافات. وجعله كمنارة للتنمية الاجتماعية والتنوير الثقافي في البلاد، بما يؤكد ويكرس التزام أرامكو السعودية تجاه المملكة وشعبها. وسيُنشأ المركز على مساحة 45 ألف متر مربع، فوق التكوين الجيولوجي الذي عرّفه العلماء باسم "قبة الدمام"، الذي شهد اكتشاف الزيت لأول مرة في المملكة قبل سبعين عاماً، ولذلك فإنه، إلى جانب مهمته الفكرية والثقافية التنويرية، سيكون، بتصميمه المعماري الأخاذ، صرحاً وطنياً يحيي ذكرى انطلاق الصناعة البترولية السعودية. وسوف يتيح المركز لمرتاديه باقة من المعارض والنشاطات ووسائل التعليم والتعلم، كي يجذب إليه، ويساهم في تثقيف مختلف شرائح المجتمع من الطلاب وحتى العلماء. وستساعد هذه التجارب الزوار على تطوير طاقاتهم الفردية، كما ستساعد المجتمع السعودي ككل على تحقيق النجاح الذي يصبو إليه في عالم يزداد تشابكاً وتداخلاً يوماً بعد يوم. وبإطلاع مرتاديه على الإنجازات التي حققها الإنسان في مواجهة تحديات الماضي، وإثارة اهتمامهم بالمستقبل وما يحمله من فرصٍ واعدة، سيثري المركز حياة الكثيرين، وسيسرع من وتيرة تحقيق الإنجازات المستقبلية. ويسعى المركز عند اكتماله إلى احتضان باقة متنوعة وجذابة من الفعاليات والبرامج والمعارض والنشاطات الاجتماعية التي يراد لها أن تكون مساحة رحبة لتعزيز التواصل الثقافي وتعميق الوعي بالتراث الأصيل وبقضايا المجتمع المحلي والعالمي حاضراَ ومستقبلاَ.