أقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس قائد القوات الأمريكية في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال الذي طالت تهكماته المنشورة في مجلة "رولينج ستونر" الإدارة وعين بترايوس محله، ويقول أوباما: إنه لم يقل ماكريستال بسبب "إهانات شخصية" بل لأن سلوكه لم يكن منسجما مع المعايير المطلوبة بالنسبة لجنرال. وأضاف أن هذا التغيير لا يتضمن أي تغيير في السياسة المعمول بها بشأن أفغانستان، لكنه أضاف أن المهمة التي تقوم بها القوات الأمريكية في أفغانستان تتطلب الوحدة داخل فريقه الخاص بالأمن القومي.
وكان ماكريستال فجر عاصفة من الانتقادات الساخرة وجهها لكبار مسؤولي إدارة الرئيس أوباما واصفا مستشار الأمن القومي الجنرال جيمس جونز بمهرج السيرك، ورد على سؤال عن نائب الرئيس جو بايدن بقوله "جو من؟".
من جانبه أعلن الرئيس الأفغاني حامد قرضاي أن إقالة ماكريستال "لن تساعد" على تسوية النزاع الأفغاني. وعلى صعيد أفغاني آخر، وافق وفد مجلس الأمن الدولي الزائر لأفغانستان على رفع أسماء قادة طالبان المدرجين في قائمة المتهمين بالإرهاب. وقال نائب وزارة العدل والشؤون القانونيَّة الأفغاني محمد هاشم زي، إن كابول أطلقت بالفعل سراح 25 عنصراً من طالبان ألقوا أسلحتهم وإن هذا الأمر تمَّ إقراره خلال مؤتمر"جيركا السلام" الذي عقد مؤخراً في كابول.
بقي مستقبل قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال مجهولا بعد لقائه الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس في البيت الأبيض بناء على طلب رؤسائه في البنتاجون.
وخرج ماكريستال من الجناح الغربي للبيت الأبيض بعد نصف ساعة من الاجتماع بأوباما، واستقل سيارة قاتمة اللون انطلقت إلى جهة مجهولة وفق مشاهد مباشرة بثتها قنوات التلفزة الأمريكية.
وقال مسؤول في البيت الأبيض ـ رفض كشف اسمه ـ إن اللقاء بين أوباما وماكريستال استمر نحو 30 دقيقة.
وبعدما أعلن أول من أمس أن "كل الخيارات" متاحة بما فيها إقالة ماكريستال لم تعط الرئاسة أي مؤشر فوري أمس حول مصيره.
وكان من المقرر أصلا أن يشارك الأخير في اجتماع داخل قاعة البيت الأبيض المحصنة والمخصصة للوضع في أفغانستان وباكستان في حضور مسؤولين عديدين انتقدهم بالاسم في المقال الذي نشرته مجلة "رولينج ستون" وأدى إلى استدعائه على عجل.
واجتمع ماكريستال لمدة 30 دقيقة مع وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس ورئيس هيئة الأركان الأميرال مايك مولن في مبنى البنتاجون بحسب ما أعلن مسؤول الإعلام في البيت الأبيض جيف موريل للصحفيين.
وكان ماكريستال قدم استقالته بناء على طلب من جيتس بعد الضجة التي أثارتها انتقاداته الساخرة في المجلة الأمريكية لكبار مسؤولي إدراة الرئيس أوباما ودبلوماسييه في أفغانستان.
وليس من الواضح ما إذا كان أوباما قرر قبول الاستقالة وإن كانت المؤشرات تدل على رفضها "حرصا على استمرار العمليات بأفغانستان وحفاظا على أرواح الجنود على الرغم من الضغوط التي يواجهها البيت الأبيض لإقالة ماكريستال تطبيقا للدستور الذي يخضع القوات المسلحة بالكامل للقيادة المدنية" حسب تقارير أمريكية.
وكان ماكريستال فجر عاصفة من الانتقادات الساخرة وجهها لكبار مسؤولي إدراة الرئيس أوباما ووصف مستشار الأمن القومي الجنرال جيمس جونز بمهرج السيرك، وردا على سؤال عن نائب الرئيس جو بيدن بقوله "جو من؟".
من جانبه أعلن الرئيس الأفغاني حامد قرضاي أن إقالة ماكريستال "لن تساعد" على تسوية النزاع الأفغاني.
وأفاد الناطق باسم قرضاي وحيد عمر في مؤتمر صحفي في كابول بأن "الرئيس يرى أننا مع شركائنا في مرحلة حساسة من حربنا ضد الإرهاب وأن الفراغ لن يساعد" على تسوية النزاع الجاري. وأوضح أن قرضاي تباحث أول من أمس عبر الفيديو مع الرئيس أوباما.
من جهة ثانية أعلن متحدث باسم مكتب رئاسة الحكومة البريطانية أن الرئيس أوباما أبلغ في اتصال هاتفي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأنه سيتشاور معه على نحو وثيق حول تطورات الأوضاع في أفغانستان.
وقال: إن أوباما وكاميرون "ناقشا مستقبل ماكريستال، وتعهد الرئيس أوباما بأن يتشاور مع كاميرون قبل أن يتخذ أي قرار بشأنه".
وأضاف المتحدث: أن أوباما وكاميرون "ما زالا يدعمان وبشكل كامل الاستراتيجية الحالية في أفغانستان"، مشيرا إلى أن مستقبل ماكريستال "مسألة يقرها حلف الأطلسي والإدارة الأمريكية".
يأتي ذلك في وقت، أقرَّ فيه وفد مجلس الأمن الدولي الزائر لأفغانستان رفع أسماء قادة طالبان المدرجين في قائمة المتهمين بالإرهاب.
ميدانيا، أعلن حلف الأطلسي مقتل 3 من جنوده بانفجار وهجمات ضد طالبان، فيما قتل جندي رابع بهجوم منفصل في الجنوب الأفغاني دون أن يكشف مكان الحادثين وهوية القتلى.