طمأن الرئيس المصري حسني مبارك المصريين على قدرة الدولة على حماية إمدادات المياه والطاقة، وسط تحرك دبلوماسي مكثف للقاهرة، يستهدف احتواء تداعيات الأزمة الناتجة عن توقيع اتفاق عنتيبي في شهر مايو الماضي، والذي اعتبر تهديداً لحصة مصر من مياه النهر وتراجعاً عن الاتفاقات السابقة التي أمنت لها احتياجاتها في العقود الثمانية الفائتة.
وقال مبارك، الذي كان يتحدث أمس خلال اجتماع مع الأعضاء الجدد لمجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان) من الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، إن بلاده "قادرة على حماية إمدادات المياه والطاقة والأمن الغذائي وحماية أبنائها من مخاطر الإرهاب". وفيما كان الرئيس المصري يدلي بتصريحاته، غادر مدير المخابرات الوزير عمر سليمان القاهرة متوجها إلى أوغندا، حاملاً رسالة من مبارك إلى رئيسها يوري موسيفيني، "لبحث آخر تطورات موضوع حوض النيل".
ويعد سليمان هو المبعوث المصري الثاني الذي يغادر إلى إحدى دول الحوض خلال 24 ساعة، إذ سبقه وزير المال يوسف بطرس غالي متوجهاً إلى بوروندي لبحث الموضوع ذاته إضافة إلى محاولة تعميق التعاون بين الجانبين في المجالات الاستثمارية والتجارية. من جهة أخرى، أبلغ مبارك الأعضاء الجدد في الشورى رفض مصر المحاولات الإسرائيلية للتنصل من التزاماتها حيال قطاع غزة وتحميلها لمصر، وقال "إن القضية الفلسطينية تظل على رأس أولويات سياساتنا الخارجية، ونعمل جاهدين لرفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة".