في البيت الأبيض وذات اليوم بحث بوش الابن قصف قناة "الجزيرة", لأنها أصبحت تشكل عقبة أمام المشروع الأميركي في الشرق الأوسط. في 2003 قصف مكتب الجزيرة في العراق وقتل مذيعوها ومراسلوها.. ست سنوات قضاها مصور القناة سامي الحاج في معتقل غوانتانامو.. التضييق عليها في الأراضي الأميركية والقبض على مراسليها في دول أوروبية.. كلها أجندات مضادة للقناة.

تغزلت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أمام مجلس الشيوخ الأميركي في "الجزيرة" وانتقدت القنوات الأميركية لأنها لم تغط ثورات العالم العربي الأخيرة بالشكل المأمول, وقالت كلينتون إن الولايات المتحدة متجهة لخسارة "حرب المعلومات" في العالم.

لماذا الآن يأتي هذا الإطراء الأمريكي؟ السبب أن مجلس الشيوخ وغالبيته من الجمهوريين لا يريدون زيادة تمويل حكومة أوباما أو "أبو عمامة" في مفهوم القذافي, فكلينتون تبحث عن مصدر جديد لدعم ميزانية وزارتها, وهي تستخدم ورقة "الجزيرة" في هذا التوقيت بالذات.

الغريب في الأمر أن كلينتون وصفت القنوات الأميركية بأنها "قنوات إعلانات" ولا تقدم خدمات إخبارية مميزة للمشاهدين, وهو نقيض ما يتم تداوله عن الإعلام الأميركي!

كلنا شاهدنا ما قاله الزعيم الليبي معمر القذافي في خطابيه (القصير والطويل), وكان حنقا جدا على معلومة هروبه إلى فنزويلا. هل يمكن أن يؤدي بث أخبار غير صحيحة لتأجيج حرب القذافي ضد شعبه علما أنك تتعامل مع رجل يختلف عن كل الناس. لكن يا ترى من هي أول قناة بثت ذلك الخبر؟!

من حق "الجزيرة" أن تحتفل بإطراء كلينتون لأنها أصبحت جزءا من اللعبة السياسية وسواء كانت تلك اللعبة شريفة أو غير شريفة لا بد لها أن تكمل المشوار حتى النهاية!