ارتبط العقيق اليماني بالعديد من الرجال الذين يبحثون عن اقتناء أفضل أنواع هذه الأحجار، وكذلك النساء لهم نصيب من هذه الأحجار، حيث يعتبر العقيق بألوانه الخاصة مفضلا لدى الكثيرات، ومن يتجول داخل سوق الندى وسط جدة التاريخية لابد أن يتوقف إلى جانب محلات متراصة تتنافس في طرح أفضل أحجار العقيق اليماني المعروفة لدى الأشخاص الذين يقدرون قيمة هذه الأحجار.وقد تجاوز سبب اقتناء العقيق جماله إلى ارتباطه ببعض الأساطير والروايات، حيث يعتقد البعض أنه يجلب الرزق، ويشفي من الأمراض، ويدخل الفرح للنفوس، وربما كان ذلك السبب في ارتفاع أسعاره التي تفوق أحيانا 18 ألف ريال للفص الواحد، وخاصة للعقيق اليماني النادر، والذي يحمل نقوشا نادرة. رصدت "الوطن" محلات بيع العقيق اليماني بوسط سوق الندى والتي تعج بأعداد كبيرة من المتسوقين الذين يبحثون عن النادر والنفيس بين أزقة ومحلات تعج بأصوات بائعي المحــلات المختلفة، منادين المارين لشراء القطع المختلفـة بأرخص الأسعار. قبل الوصول لمفرق سوق الصاغة المتخصصين في بيع أحجار العقيق اليماني النادر بأشكاله ونقوشه المتعددة تجد عددا من المحلات المختلفة التي تحمل لوحات لأشهر التجار اليمنيين للأحجار الكريمة، وبما أن اليمنيين عرفوا بهذه الحرفة كما ذكرت العديد من الروايات فقد اشتهروا بتصديرها لدول الخليج العربي والدول العربية، وأيضا للدول الأجنبية كالصين وألمانيا واليابان وغيرها. وفي وسط محلات صاغة الأحجار الكريمة والمتخصصين بالعقيق، استوقفنا البائع اليمني عبدالله الحبابي يعرض لنا أشهر الفصوص التي يتداولها الرجال والسيدات، مشيرا إلى أن الأحجام والألون والأشكال التي تتميز بها هذه الفصوص أو الأحجار الكريمة هي التي جعلت إقبال السيدات والرجال أكبر على العقيق أكثر من غيره من الأحجار. يقول الحبابي: إن من يدعي أن هذه الأحجار لها ارتباط ببعض الأساطير والحكايات فهو واهم، فذلك كله نسج من الخيال الذي لا يرتبط بواقع، مؤكدا أن الصور التي نسجتها الطبيعة داخل أحجار العقيق هي القيمة والثمن الذي تستحقه، وقد تكون سرا من أسرار ارتفاع أسعار هذه الأحجار.ويضيف الحبابي: "تعتبر النساء أغلب زبائن محلات بيع العقيق، وخاصة سيدات المجتمع، حيث أغلبهن يبحثن عن الألوان الزاهية والأحجار المشجرة، والعقيق الذي تنقش عليه وجوه معينة كإحدى الشخصيات المشهورة من الملوك أو صورة الكعبة، حيث تقوم السيدة باستخدامه كخواتم أو قلائد، والعديد من النساء يتباهين به، مؤكد أن أسعار العقيق اليماني الأصلي قد تتجاوز 15 ألف ريال للفص الواحد. ويقول الحبابي: إن العقيق من الأحجار القوية والصلبة، ويتميز بالعبارات التي تكون بداخله، مشيرا إلى أنه ليس للأشخاص علاقة بوضع هذه العبارات أو نقشها كما يتناقل ذلك العديد من تجار العقيق اليماني، مؤكدا أن هذه النقوش من الطبيعة نتيجة البرق عند هطول الأمطار. وفي نهاية ممر سوق الصاغة يتكئ على أحد المحلات العتيقة العم إسماعيل صالح الذي يعمل في بيع الأحجار الكريمة، وهو متخصص ببيع العقيق اليماني منذ 20 عاما. يقول العم صالح: إن "تجارة العقيق من التجارة المربحة، والتي تجد إقبالا كبيرا من قبل السيدات خاصة في الآونة الأخيرة، حيث تأتي لنا النساء الباحثات عن أشكال معينة ونقوش تجذب الكثير منهن كصورة الكعبة والبحار والأشجار، مؤكدا وجود أنواع كثيرة من العقيق تصل إلى 20 نوعا، تغلب عليها الأسماء العامية المتداولة مثل حجر مكور الشكل يظهر على سطحه عروق من نفس الحجر تشبه النجوم، ولونه يميل للرمادي، ومن الألوان هناك الأبيض والأخضر والرمادي، وكذلك الأحمر، ويوجد منه الرمادي والكبدي. وأضاف: "يتواجد العقيق اليماني في مناطق متعددة من اليمن، فمنها منطقة آنس وعنس من محافظة ذمار، ومنطقة خولان من محافظة صنعاء، حيث منطقة خولان تعتبر من أشهر المناطق التي يتواجد بها معظم أنواع العقيق، وتتفرد بجودة العقيق المستخرج منها". في الجانب الآخر أوقفنا أحد المتجولين بين صوغ العقيق، وهو تاجر من المدينة المنورة اعتاد على المجيء لسوق الندى،  وخاصة لبائعي العقيق لعقد صفقة تجارية لشراء عدد من أحجار العقيق إلى جانب خواتم تحمل أشكالا أكثر طلبا في المجتمع المديني. يقول: "يفضل النساء بالمدينة فصوص العقيق اليماني.