يبدو أن المونديال الحالي يستحق لقب مونديال المعارك، فبعد صراعات وعصيان وتمرد وشتائم داخل أسوار المنتخبات، دخلت صحف سويسرا على الخط وبدا أنها في طريق إشعال معركة ضد الحكم الدولي السعودي خليل جلال الذي قاد مباراة منتخبها أمام تشيلي أول من أمس، فيما شدد رئيس لجنة الحكام السعوديين عمر المهنا على أن لجنته لن تقف مكتوفة اليدين.

واستهدفت معظم الصحف السويسرية خليل جلال إثر طرده لاعب الوسط السويسري بيرامي، في الدقيقة 31 مِن المباراة، فذهب بعضها ناحية المنطق وأكد أن منتخب تشيلي كان أفضل من نظيره السويسري، فيما شطحت أخرى بعيداً وكالت كثيراً من الاتهامات العنصرية لجلال."سويسرا كبت لكنها مازالت في القائمة،" هو العنوان الرئيسي لصحيفة "لو تون". "سويسرا خسرت مباراة لكنها لم تخسر الأمل،" هو عنوان صحيفة "24 ساعة". "هذه هي الحقيقة المُرَّة"، عنوان صحيفة "بازلر زايتونك".

"السخط والغضب"، عنوان صحيفة "بيرنر زايتونك".

غير أن صحيفة "بليك"، الناطقة بالألمانية، ذهبت إلى أبعد مِن ذلك عندما اتهمت جلال باتهامات عنصرية غير لائقة وغير محترمة. وقالت صحيفة "لو ماتان"، الحكم السعودي "هو نفسه يستحق البطاقة الحمراء، على فيفا أن ترفعها بوجهه." وأضافت "لقد أفسد الحكم المباراة التي بدأت نظيفة بعد أن أشهر البطاقات الصفراء تسع مرات (6 لشيلي، و3 لسويسرا) ثُمَّ وصل إفسـاد المباراة إلى ذروته عندما أُشهر في المرة العاشرة بطاقة حمراء ومباشرة ضد اللاعب السويسري، وكذلك عندما أخفق مُراقب الخط في رفع رايته عند حصول تسلل مِن جانب أحد لاعبي تشيلي"، وأضافت "هذه البطاقات غير مُبررة تماماً وغيَّرت مِن وتيرة اللعب".

بدورها قالت صحيفة "بيرنر زايتونك" "مِن السهل جداً أن نضع كل أخطائنا على الحكم"، وأضافت "حتى قبل أن يُشهر الحكم بطاقته الحمراء القاتلة، لم يكن المنتخب السويسري مُقنعاً بخطته الهجومية".

وتابعت "إنَّ فرص التهديف التي لاحت للفريق السويسري خلال مباراتيه السابقتين كانت قليلة جداً".

وقالت صحيفة "ليبرته" الخطأ يقع على المُدرِّب هيتزفيلد الذي ارتكب خطأ في إجراء التعديل على المنتخب، وقالت إن ضرب اللاعب المطرود "بيرامي" وجه اللاعب التشيلي فيدال، (وعلى هذا الأساس الذي تم فيه طرده) "إنما هو عمل قبيح."

وفي صحيفة "بليك"، كتب المُدرِّب السابق للمنتخب السويسري كوبي كون، قائلاً "لا ينبغي أن نرمي الحكم بالحجارة ولا أن ننتقده، علينا أن ننتقد الهدف الذي أحرزته تشيلي".

وقالت صحيفة "تربيون دو جنيف" :"علينا أن نعترف أنَّ تشيلي لم تسرق النصر بل صنعته بعد أن أظهرت مهارة في اللعب". وقد شارك الصحيفة في هذا الرأي، المُدرِّب السابق، كون، إلى جانب أحد أكبر اللاعبين السويسريين السابقين، كارلي أودرمات، فقد قال الأخير في مقال بصحيفة "بازلر زايتونك" "لقد أقنعني منتخب تشيلي أنه فريق سريع يتقدم إلى الأمام كالبرق، وهو أحد أفضل الفرق".

أما المهنا فشدد على أن هناك رضا من لجنة الحكام الدولية على أداء جلال حتى الآن، مؤكداً على أن لجنة الحكام في الاتحاد السعودي لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه أي إساءات يتعرض لها جلال، وأن هناك طرقا رسمية سيتم اللجوء إليها، حيث يتم في حالات كهذه مخاطبة الاتحاد السعودي وطرح الموضوع عليه للتدخل واتخاذ اللازم لإيقاف الإساءات ورد الاعتبار، لكننا نفضل ترك الحديث حالياً ريثما يتم التأكد منه بشكل رسمي".