مهما حاولت أن تبحث وسط فضائيات الأخبار عما يلفت انتباهك أو يستحق الإنصات فلن تجد إلا تقريراً أعده صحفي بحجم "فوزي بشرى" الصحفي بقناة الجزيرة، الذي ربما الكثير لا يعرف اسمه ولا حتى رسمه أو شكله، إلا أنه بالتأكيد يحفظ صوته ويستمتع بتقاريره التي تخرج مع الأحداث الجسام فتأسر الألباب وتسرق الاهتمام من الصورة لتسوقه إلى اللغة التي يبدع فيها "فوزي" وكأنه شاعرٌ يكتب قصيدةً أو كأنه "أنجشة" يشدو بأغنية تُطرب الألباب.

عايَش "فوزي" ثورة شباب مصر من صالة الأخبار التي تنهال عليها التفاصيل من المراسلين والوكالات وتمطر عليها السماء صوراً لواقع "ميدان التحرير"، فصنع تقريراً "بديعاً" بنكهة تضمين آيات القرآن وأبيات الشعر، عن نجاح الثورة خلال ساعات من تنحي الرئيس المصري حسني مبارك فأبدع فيه، جامعاً بين متعة المشاهدة وفرحة انتصار الثورة السلمية التي أثبتت أن الشعوب العربية "حية"، فتنادى المشاهدون للاستمتاع بخمس دقائقٍ حوت تفاصيل دقيقة بلغة رفيعة، وطارت بها مواقع الإنترنت وصفحات "الفيسبوك" حتى أصبح "اليوتيوب" يحوى عشرات النسخ من التقرير كل واحدٍ منها يشير إلى آلاف المشاهدات وبعضها تجاوز 120 ألف مشاهدة.

"ألا بعداً للتقليدية والرتابة في التقارير التلفزيونية.. وأهلاً بسحر البيان"، كذلك قال "فوزي بشرى" وأمثاله المبدعون بعد أن أحسوا بسأم المشاهدين من التقارير القديمة الكئيبة، فانتفضت ألسنتهم للتغيير فكان، وليس الأمر وليد الثورات العربية، بل سبقها إلى ذلك، فقد كان "فوزي" عام 2008 يقدم أورع التقارير عن فوز "باراك أوباما بالرئاسة الأمريكية" وكذلك فعل من بعد في تقرير "المعركة الكروية بين الجزائر ومصر" عام 2009، ولم يكن زميله "عباس ناصر" أقل قدرةً منه حين قدم تقريراً عن "النفط والفقر في أذربيجان" عام 2008، وآخرَ عن "حديقة الحيوانات في غزة بعد الحرب" عام 2009. استمتع: http://www.youtube.com/watch?v=NhHN4qqwDaQ